في ذكرى وفاته.. دفاع يحيى حقي عن «محفوظ»: «عيبه أنه يلتزم الصمت ولا يفسر عمله»
تمر اليوم ذكرى رحيل يحيى حقي، أحد أساطين الكتابة الصحفية والإبداعية في مصر وعالمنا العربي، وأحد جيل المؤسسين ورواد فن القصة القصيرة، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 9 ديسمبر من عام 1992.
وهو يعد أحد الرموز البارزة في تاريخ الأدب والسينما، ومن أشهر رواياته قنديل أم هاشم، وكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة الأخرى.
وقد كتب يحيى حقي عن رواية "أولاد حارتنا"، مخاطبًا نجيب محفوظ عبر صفحات مجلة "أدب ونقد" في العدد 76 عام 1991، قائلًا: "رواية أولاد حارتنا واضحة كل الوضوح، لم يفعل نجيب محفوظ سوى أنه نقل بعض الآراء السائدة في الفلسفات المادية والقائلة إن العلم قتل الدين، فبدلًا من أن نعتمد الغيبيات في إدراك المعارف فإننا نلجأ إلى المعامل والمختبرات، فانتهى بذلك دور الغيبيات".
وتابع "حقي": لكن هناك سؤال.. هل نجيب محفوظ يعتقد هذا الرأي أم أنه يصور تطور بعض جوانب الفلسفة في الغرب؟، رأيي أنه ليس من حقنا أن نحاكمه ونسأله هل هو هذا أو ذاك؟، فقد حذرتنا تعاليم الإسلام أشد الحذر من باب التأديب ألا ننصرف عن ظاهر الشهادة بالبحث والتنقيب "والدعبسة" و"اللغوصة" وراءها، إلى هذا الحد بلغ اعتداد الإسلام بكرامة الفرد وحفظ سرائره، التي لا يعلمها إلا الله".
وأضاف "حقي": غضبت من نجيب محفوظ، وعاتبته بنفسي على كلمة واحدة وردت في الفصل الخاص بـ"قاسم"، وقلت له: لا أعترض من الوجهة الدينية فحسب بل من الوجهة الفنية، فهذه الكلمة ليست أساسية في بناء الرواية، ولا تفقد الرواية شيئًا من قيمتها الفنية إذا حذفت هذه الكلمة، وقد نسيت هذه الكلمة لأنني اعتبرتها زلة لسان، وأرجوك أن تعتبرها كذلك مثلي، ومن حيث المصادرة فأنا لا أوافق مطلقًا على مصادرتها، بل إنه من المضحك أنها صودرت بعد أن نشرت مسلسلة في الأهرام، وعيب نجيب محفوظ أنه يلتزم الصمت دائمًا ولا يفسر عمله".