نال الدكتوراه الفخرية وتبرّع بمكتبته.. يوم لا ينسى في حياة يحيى حقي
تحل غدًا ذكرى وفاة الكاتب الكبير يحيى حقي، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من 1992، أما عن اليوم الذي لا ينسى في حياة صاحب قنديل أم هاشم فهو يوم ميلاده الذي جاء بتاريخ 8 يناير 1905، فبِخلاف أنه ولد فيه، فقد نال فيه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة المنيا تتويجًا لمجهوداته وعرفانا حقيقيًا بما منحه للثقافة العربية، وعلى إثر هذا وهب حقي مكتبته للجامعة، وهى مكتبة قيمة فيها من كل صنوف الأدب والفكر والعلوم.
وقال يحيى حقي لـ “أخبار اليوم”، في التقرير الذي نشر عنه 1983:"كم أنا سعيد اليوم كل السعادة، لأنني حججت إلى الصعيد بعد فراق دام طويلاً، فقد كان من حُسن حظي أن عشت في صدر شبابي سنتين في الصعيد، فأتيح لي أن أطلع على بعض أسراره ثم تغربت عن مصر وكان خليقا أن يشغلني الجديد عن القديم، لكني وجدت نفسي أجتر على مهل ذكرياتي في الصعيد كأنني لم أفارقه.
يضيف حقي:"تجولت وقرأت الفاتحة للشيخ الفولي وآثارنا هى علماؤنا، ليست الآثار جرد حجارة أو بناية، وعلماؤنا الذي كانوا يرحلون في طلب العلم كانوا يسألون أولا عن عالم المدية أو البلدة التي ينزلون فيها، إن البلد يكبر بعالم لا ببوابة ولا بميدان.
وبعد تكريمه ونَيله للدكتوراه قال يحيى حقي:"كنت أعيش في الصعيد وجاء فلاح إلى المستشفى وكشف عليه الدكتور في حجرة مظلمة، وسأله:" أي جنب يؤلمك؟"، فقال الرجل:"البحري"، إن هذا يكشف عن غريزة طبيعية بوضع الإنسان الصعيدي في الكون، لديه إحساس كوني لا مثيل له، هذا الإحساس هو إحساس بناة الأهرامات، وكم أتمنى من الأدباء والكتاب والفنانين أن يكشفوا هذا الإحساس حتى يضعوا الشخصية الصعيدية في إطارها الصحيح، ويُزيحوا النقاب عن ميزاتها الفريدة.