فلسفة الروح الحرة لـ«برديائيف» من ترجمة يوسف نبيل
صدر مؤخرًا عن دار سؤال للنشر والتوزيع كتاب: “فلسفة الروح الحرة” تأليف نيكولاي برديائيف ترجمة يوسف نبيل.
يقول الروائي والمترجم يوسف نبيل، لـ"الدستور"، إن الكتاب بمثابة مدخل رائع إلى عالم برديائيف الذي يتكئ على الفلسفة الوجودية من جهة، والمسيحية من جهة أخرى، كما أن قراءته تُحفز التفكير في قضايا كثيرة مفصلية وسواء اتفق القارئ مع أفكار برديائيف أم اختلف معها، سيجد نفسه في غالب الأمر متورطًا في عالمه، إمّا بالغوص إلى أعماقه، وإما بمحاولة الفرار من أسره.
ويتابع "يقول برديائيف في مقدمته: يمكن التغلب على عذابات الشك وقهرها، لكن أعمق الشكوك تنسَلُّ خفية إلى مجال إيماننا المكتسب، سيكون مثل هذا الإيمان مختلفًا عن إيمان الناس الذين لم يختبروا شكوكًا؛ أولئك من يؤمنون بما انتقل إليهم بالوراثة والولادة والتقليد، الإنسان الذي ارتحل كثيرًا في العوالم الروحية واختبر الكثير في تجواله وبحثه، سيتّسم بتكوين روحي مختلف عن الإنسان المستقر في حياته الروحية، الذي لم يلتقِ في طريقه بعوالم مختلفة.
تتشكل بنية روحي عبر ما أعايشه في تجربة حياتي ورحلات بحثي فيها ما أعايشه ينضم إلى أعظم منجزات حياتي الروحية وإيماني والحقيقة التي أتوصل إليها؛ فأنا ثري بتجربتي حتى إذا كانت تلك التجربة مؤلمة ومريعة، وحتى إذا توجب عليَّ أن أتغلب على تلك الهوة الفاغرة فمها بعون قوى أخرى ليست إنسانية، عندما يصل الإنسان إلى الله بعدما عايش تجربة الارتداد عنه، يشعر بحرية في التوجه إليه بصورة لم يختبرها قبلًا مَن مضى طوال حياته بحسب الإيمان الخامد التقليدي، وأذعن للعيش بحسب ما توارثه عن أسلافه صحيح أن المعاناة تنقضي، لكن أثر ما عانيناه يظل باقيًا معنا إلى الأبد، هذه الحقيقة صحيحة سواء تعلقت بالفرد أو بالإنسانية أو بالمجتمعات الإنسانية.