الجامعة العربية تطالب بإعادة تشكيل شامل للمنظومة السياحية بالمنطقة
عقد المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة دورته ( 29 ) حضوريا اليوم، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة وزير الصناعة والتجارة والسياحة بمملكة البحرين زايد بن راشد الزيانى، وذلك للإعداد والتحضير مشروع جدول أعمال ومشاريع القرارات الخاصة بأعمال الدورة ( 24 ) للمجلس الوزاري العربي للسياحة المقررة غدا الأربعاء بالجامعة العربية.
وطالبت جامعة الدول العربية خلال الاجتماع، بإعادة تشكيل شامل وجريء للمنظومة السياحية العربية عبر اعتماد حلول قابلة للتنفيذ من قبيل تشجيع السياحة الداخلية، وإرساء مقومات سياحة عربية بديلة تستفيد من فرص التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتطوير المنتجات والخدمات السياحية، والإقدام على إعادة النظر في أدوات العمل، إن اقتضى الأمر، بمراجعة الاستراتيجية العربية في الحقل السياحي.
جاء ذلك في كلمة السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء أمام الدورة (29) لاجتماع المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة
وأكد السفير خطابي ،ثقته في أن المقترحات المعروضة على المجلس والنقاشات البناءة ستشكل عناصر إثراء لهذه الوثيقة المرجعية، متطلعا لإرساء "حكامة سياحية عربية" ناجعة قادرة على التأقلم مع هذا الوضع الاستثنائي لجائحة كورونا.
وقال "خطابي": "نحن مطالبون بالاستفادة من المقاربات الوطنية عبر مزيد من التعاون وخاصة على صعيد برامج وآليات دعم المقاولات السياحية الصغرى والمتوسطة، وكذا الانفتاح على تجارب شركائنا عبر العالم، في أفق التأهيل لمرحلة ما بعد جائحة كورونا، وما يتطلب ذلك من تدابير آمنة ومسؤولة في أفق التعافي الكامل".
واعتبر أن كسب هذا الرهان يتوقف على الاستغلال الأمثل لمؤهلات الجذب السياحي لمنطقتنا العربية، بما تزخر به من تنوع جغرافي وثقافي وحضاري، والتي مع ذلك ما زالت تشكل 6.2 في المائة فقط من السوق السياحي الدولي مما يحثنا جميعا -حكومات ومنظمات ومهنيين- على تملك رؤية استشرافية، رغم كل الصعوبات والتحديات القائمة، لتقوية قدراتنا التنافسية وتناسق مبادراتنا وبذل جهود أكثر فعالية تجسيدا لطموحنا الجماعي في تكريس الدور الوازن لهذا القطاع الحيوي الواعد في تحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن تداعيات جائحة كورونا، تسببت في خسائر فادحة تناهز بحسب المنظمة العالمية للسياحة أربعة تريليونا دولار عن 2020- 2021 ،من الناتج المحلي الإجمالي العالمي كان لها انعكاس كارثي غير مسبوق على قطاع السياحة والمرافق المرتبطة بها في العالم بما فيها المنطقة العربية.
ولفت السفير خطابي، في هذا السياق، إلى أن الجامعة العربية، حرصت على إحكام التنسيق بين الدول الأعضاء، والدفع بالخطوات المقدرة لكل من المنظمة العربية للسياحة، والمنظمة العربية للطيران المدني والاتحاد العربي للنقل الجوي من خلال الفريق المعني بإدارة الأزمات في التعامل مع تداعيات الجائحة ، بمجموعة من التوصيات العملية بما في ذلك وضع مبادئ استرشادية لتوحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات، واستخدامها بين الدول العربية والتي وافق عليها المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الدورة 108 في شهر سبتمبر الماضي.
وتوجه"خطابي" بالشكر لوزير الصناعة والتجارة والسياحة بمملكة البحرين زايد بن راشد الزياني، على ما بذله من جهود لمتابعة قرارات الدورة 23 للمجلس الوزاري العربي للسياحة في ظل ظرفية إنسانية واقتصادية وصحية واجتماعية بالغة التعقيد.
ويعقد المجلس الوزاري للسياحة دورته (24) حضوريا غدا/الأربعاء/بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية،ويتضمن مشروع جدول أعمال الدورة دعم الاقتصاد الفلسطيني في الميدان السياحي بما في ذلك على الخصوص بالقدس الشرقية، إسهامًا في حماية طابعها الروحي والتراثي والحضاري الأصيل، وتدارس جملة من القضايا التي تهم العمل العربي المشترك في ظل تداعيات جائحة" كورونا " في نطاق المبادئ العربية الاسترشادية لتوحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات واستخدامها في الدول العربية.
كما يتضمن مشروع جدول الأعمال سبل تطوير السياحة البينية بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية، وبرنامج التدريب والتكوين بتعاون مع المنظمة العربية للسياحة والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والسياحة الميسرة لفائدة ذوي الحاجيات الخاصة، والسياحة الذكية بارتباط مع التحول الرقمي والابتكار، فضلا عن الشراكة العربية – الصينية، واختيار عاصمة السياحة العربية لسنة 2022،وستشهد الدورة إعادة هيكلة المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري للسياحة (2021 - 2023) وفق القواعد النظامية الجاري بها العمل.