«قادمة من السودان» سوق الجمال سببًا رئيسًيا في شهرة مدينة دراو عالميًا
مع دقات ساعات الفجر يومي السبت والأحد من كل أسبوع يبدأ تجار الجمال يتوجهوا إلى أشهر وأقدم سوق لبيع الجمال على مستوى محافظات مصر الذي يقع في مركز دراو التابع لمحافظة أسوان، يرجع تاريخ إنشائه إلى ما يقرب من 130 عامًا، حيث أن يتوافد عليه عدد كبير من المزارعين التجار للشراء الجمال وتسمينها ثم بيعها مرة أخرى للجزاريين
.
وبتجولنا داخل سوق الجمال نجد أن هناك عدد كبير من الجمال بالأحجام المختلفة داخل مساحة واسعة، وكل تجار مخصص له منطقة معينة لبيع العدد الخاص به، كما أن السوق ليس مقتصر فقط على وجود التجار إلا أن هناك دورًا بارزًا لكل شخص موجود وباب رزق أيضًا، حيث أننا نجد بائع الشاي والماكولات يسعى وراء رزقه في السوق، وسماسره وسطاء بين البائع والمشتري له نسبة في البيع وهكذا.
وأجرت «الدستور» بثًا مباشرًا داخل أقدم وأشهر سوق لبيع الجمال في محافظة أسوان، لتعرف على الأسعار، وانتعاش حركة البيع في الموسم الشتوي، وكيفية توافد أعداد كبيرة من الجمال من السودان إلى أسوان.
«أنا ليا أكتر من 43 سنة بشتغل تاجر جمال، في اليوم اللي فيه السوق، بصلي الفجر واجي على طول هنا واقعد بيع، كل واحد بيجي هنا بيبقى ليه دور هنا في سمسار وفي تجار كل حد فينا بيشوف رزقه وبعد ما نخلص بيع اللي معانا بيروح كل واحد يشوف مصلحته ونيجي الأسبوع الجاي»، هكذا بدأ الحاج صابر محمد أحد تجار الجمال بسوق دراو.
وأضاف لـ«الدستور» أن الجمال يتم شرؤها بشكل أسبوعي من دولة السودان، وتمر على الحجر الصحي ثم تصل إلي مركز دراو قبل الموعد المعروف للسوق بيومين ويتم وضعها في الأحواش المخصصة لهم ثم يستلموها التجار ويفترشوا بها في السوق حتى الانتهاء من بيعها خلال يومي السبت والأحد.
وأوضح أن يتم الاتفاق بينهم وبين التجار السودانيين على شحنات الجمال عن طريق وكلاء موجودين داخل مركز دراو، و أنهم بمثابة وسيط، حيث أن يتم عقد الاتفاق بينهم كلامي دون أي ورق على سداد أموال الدفعات على مدة معينة، وهناك ثقة في التعامل وبناءً عليها مستمرين في البيع حتى الآن.
وأشار الحج صابر إلى أن تنتعش حركة بيع الجمال خلال الموسم الشتوي، ويرتبط ذلك بموسم البرسيم البلدي نظرًا لأن الجمال تتغذي عليه بشكل كبير ويصبح حجمها أفضل، لافتًا إلى أن الجمل يوميًا يتغذى على 3 وجبات برسيم، أما الغلة أو العلف تكون وجبة واحدة فقط لهم في اليوم.
بينما قال محمود عبدالعزيز، تاجر جمال بسوق دراو، إن التجار السودانيين يضعوا لكل جمل منهم علامه حتى يكون معروف كل دفعه منهم، حيث أن منهم يفضل ان تكون العلامة عند الرقبة واخرون في الخلفية، كما أن الوكيل المصرى أيضًا يضع لهم أرقام حتى يميز كل تاجر بالسوق العدد الخاص به، قائلاً: «كل واحد ليه علامه اللي معلم 9 أو 10 حتى لو ضاعت البهيمة بيلاقيها».
وأضاف لـ«الدستور» أن الأعداد الجمال التي يتم توافدها من السودان يتم تقسيمها على جميع التجار بالسوق منهم حصته الأسبوعية 50 جمل وأخرون 100 وهكذا، وأن ارتفعت أسعار الجمال بالوقت الحالي مقارنة بالأيام الماضية نظرًا لتكلفة الموصلات والعلف وغيرها، وأنها ليس للجمال سعر محدد بل أن سعرها على حسب الحجم ويتراوح سعرها مابين 8 حتى 40 ألف جنيهًا.
وأوضح أن هناك العديد من السائحين يحرصوا على زيارة سوق الجمال ويلتقطوا الصور التذكارية لها أيضًا بسوق دراو، حيث أنهم يصبح لديهم انبهار مع أول لحظة لدخولهم السوق نظرًا لانه شئ جديد عليهم ولا يوجد لديهم سوق يضم عدد هائل من الجمال بهذا الشكل، مما ساهم ذلك في شهرة سوق دراو عالميًا.