حكم الشرع في صلاة مجموعة من النساء وقول الذكر والأوراد جماعة
ورد سؤالا عبر البث المباشر إلى دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" من سائلة تقول: بعد الصلاة نجلس أنا وصديقاتي نقول الذكر جماعة وندعو بصوت مرتفع، وكذلك نقول الأذكار التي بعد الصلاة بصوت عالى، ونقول بعض الأوراد مثل ورد البحر وغيره لأن الجماعة تساعد على استمرار الذكر، فهل يجوز ذلك؟
من جانبها، أفادت الدار، بأن الدعاء من أعظم العبادات، وكذلك الذكر، فيشمل ذلك كل هيئاته، ويجوز اسرًّا أو جهرًا، فرادى أو جماعات، والجهر بختام الصلاة والإسرار به الأمر فيها واسع، والخلاف فيها قريب، وقد ورد الأمر الرباني في الذكر عقب الصلاة مطلقًا.
واستشهدت الدار بما جاء في قوله تعالى: ﴿فإذا قَضَيتم الصلاةَ فاذكُرُوا اللهَ قِيامًا وقُعُودًا وعلى جُنُوبِكم﴾.
وأضافت الدار أنه من الأدلة على الذكر الجماعي: قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾، وامتثال الأمر بمعية الداعين لله يحصل بالمشاركة الجماعية في الدعاء، ويحصل بالتأمين عليه، ويحصل بمجرد الحضور.
أدلة جواز الجهر بالذكر بعد الصلاة من السنة النبوية
وأشارت الدار إلى أنه قد وَرَدَ في السُّنّة ما يدل على الجهر بالذكر عقب الصلاة، فروى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رَفعَ الصَّوتِ بالذِّكرِ حين ينصرفُ الناسُ مِن المَكتُوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «كنتُ أَعلَمُ إذا انصَرَفُوا بذلكَ إذا سَمعِتُه»، وفي لفظ: «كنتُ أَعرِفُ انقِضاءَ صَلاةِ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بالتَّكبِيرِ».
وأوضحت الدار في نهاية فتواها، أن الذكر والدعاء الجماعي والتأمين عليه أمرٌ مشروعٌ في المسجد وفي غيره، ولا خلاف في ذلك، فالدين الإسلامي يسر وليس عسر، ونترك الناس على سجاياهم في عبادة الله عزوجل.