دراسة: رواد وسائل التواصل الاجتماعى أكثر عرضة للاكتئاب بالنسبة للبالغين
ازداد الوعي، حاليًا، بالضرر المحتمل الذي قد تحدثه منصات التواصل الاجتماعي مثل Instagram و TikTok على الصحة العقلية للمراهقين، حيث تفيد دراسة حديثة، عن المخاطر المتزايدة، لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، من كونهم الأكثر عرضة، لاضطرابات الطعام، والأفكار الانتحارية التي تهدد حياتهم.
وتشير دراسة جديدة إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، قد يؤثر على الصحة العقلية لدى البالغين، اذ وجد الباحثون أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي ، منها Facebook و Snapchat و TikTok ، مرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بأعراض الاكتئاب لدى البالغين.
بعد وباء كورونا
ووفقًا للموقع الطبي everydayhealth، لقد غير الوباء الطريقة التي نعمل بها ونأكل ونتسوق ونستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، فتشير الدراسة إلى أنه أمضى المواطن الأمريكي العادي 65 دقيقة كل يوم، على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2020 ، بزيادة قدرها 20 بالمائة تقريبًا عن العام السابق.
كما ارتفعت أعراض القلق والاكتئاب منذ بداية الوباء، خلال الفترة من أغسطس 2020 إلى فبراير 2021، وهو ما أدي إلى ارتفاع نسبة البالغين الذين يعانون من أعراض حديثة لاضطراب القلق أو الاكتئاب من 36.4 إلى 41.5 بالمائة، وفقًا لتقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) .
وسائل التواصل الاجتماعي: صديق أم عدو؟
تعد العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية بها الكثير من الجدل، كما يقول روي بيرليس، أستاذ الطب النفسي في جامعة هارفارد، والذي يقود مؤلف الدراسة، التي نُشرت في 23 نوفمبر في JAMA Network Open.
من ناحية أخرى، كانت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للبقاء على اتصال مع مجتمع أكبر، وربما الحصول على معلومات حول الأشياء التي تهم الكثير من الناس، ولكن أثرت هذه المنصات بشكل سلبي على الصحة العقلية لدي الأطفال والمراهقين، من خلال التعرض للمعلومات المضللة على نطاق واسع على هذه المنصات.
طرح الدكتور بيرليس وفريقه سؤالين مرتبطين: هل وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بالاكتئاب والأعراض المرتبطة به لدى البالغين، وأيهما يأتي أولاً؟ هل يؤدي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاكتئاب، أم أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر؟.
بيانات الدراسة
ومنها أرسل الباحثون استبيانات كل ستة أسابيع تقريبًا من مايو 2020 إلى مايو 2021 للبالغين في جميع الولايات الخمسين التي طرحت أسئلة حول مجموعة متنوعة من المواقف والسلوكيات، بما في ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وكان هناك إجمالي 5395 مشاركًا بمتوسط عمر 55 عامًا؛ 65.7 في المائة من الإناث، 6.1 في المائة من الآسيويين ، 4.7 في المائة من أصل إسباني ، و 2.3 في المائة من الهنود الأمريكيين أو سكان ألاسكا الأصليين ، أو سكان جزر المحيط الهادئ أو سكان هاواي الأصليين.
وجد العلماء أن البالغين، بما في ذلك كبار السن، الذين يستخدمون منصات وسائط اجتماعية معينة كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب لاحقًا، "في بعض الحالات، كانت هذه المخاطر مختلفة بين الشباب وكبار السن،
والارتباط بين استخدام Facebook وخطر الاكتئاب كان أكبر بين البالغين دون سن 35، بالنسبة لمنصات أخرى ، مثل TikTok و Snapchat .
من خلال تحليل وفحص ردود المشاركين على أسئلة الاستطلاع الأخرى، خلص الباحثون إلى أن الخطر الأكبر لم يكن نتيجة لاختلافات أخرى مثل قلة الدعم الاجتماعي أو التفاعل مع عدد أقل من الناس ، كما دكتور يقول بيرليس.
لم يتم إعداد الدراسة لتحديد الأسباب التي جعلت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، فيقول بيرليس: "اعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي بدأت في مزاحمة الأنشطة الأخرى التي قد تكون أكثر صحة للإنسان، مثل ممارسة الرياضة، وغيرها من الأنشطة، واستبدالها بقصص سلبية تؤثر سلبًا على مزاجهم."