المحميات الطبيعية في مصر.. ماذا تعني سياحياً؟
أعلنت المحميات المركزية مؤخرًا أن هناك 30 محمية في مصر تمثل 14% من مساحة مصر، ولا تكمن أهميتها على مستوى الدولة فقط ولا المستوى الإقليمي ولكن على مستوى العالم، حيث إن هناك محميات مصنفة عالمية بأنها من الأفضل على مستوى العالم.
من جانبها، عرض وزارة البيئة الفرص السياحية بالمحميات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الشباب، موضحة أن أزمة كورونا ورغبة الناس في زيارة أماكن مفتوحة ساهم في زيادة الإقبال على المحميات، موضحة أن محمية رأس محمد، ونبق، والغابة المتحجرة من أهم المحميات التى يتوافر بها أنشطة ترفيهية وسياحية.
وبالفعل تم تخفيض أسعار تذاكر زيارة المحميات بنسبة 50%؛ لتشجيع الشباب فى المحافظات على زيارة المحميات، بالتعاون مع وزارة السياحة لوضع إطار عام لشكل نزل البيئة لكونه لم يكن مصنف من قبل، لذا تواصلت "الدستور" في السطور التالية مع خبراء السياحة، لتوضيح أهمية المحميات الطبيعية في تطوير السياحة وجذب السائحين.
عمر صدقي: وضع معايير صارمة لراغبي الاستثمار داخل المحمية
قال عمرو صدقي، خبير سياحي، إن منظمة السياحة العالمية تتجه إلى سياحة الاستدامة، التي يقصد بها الحفاظ على المقدرات الطبيعية للأجيال القادمة، من خلال الحفاظ على المحميات الطبيعية التي تستقطب أعدادا ضخمة من السياح.
ولفت "صدقي" إلى أن جميع دول العالم تشهد معدلات مرتفعة من التلوث نتيجة تغير المناخ وانتشار الأوبئة، ولكن تبقى مناطق المحميات الطبيعية محتفظة برونقها وبيئتها الطبيعية الخاصة بها.
وأضاف أن هناك نمط آخر يدعى السياحة البيئية، يستقطب أعداداً كبيرة من محبي للطبيعة، ولكن هناك اشتراطات وفنادق خاصة بها، وشركات متخصصة تتولي مسؤوليتها.
وتابع: لا ينبغي أن يتم أي نوع من التطوير في المحميات الطبيعية، لأنها لا تحتاج إلى تدخل بشري، ويجب تركها للطبيعة، ولا بد من وضع معايير صارمة لمن يرغب في الاستثمار داخل المحمية.
وأشار إلى الفنادق البيئية التي تستخدم جميع خاماتها من البيئة المحيطة، ولا تعتمد على التكنولوجيا، بل تعتمد بشكل أساسي على الموارد الطبيعية، فيتم الاستغناء عن المكيفات الهوائية والاعتماد على الهواء الطبيعي والإضاءة الطبيعية والشموع وليس المصابيح الكهربائية، ويراعى ذلك عند تصميم الفنادق.
وأكد: "إذا شهدت المحميات الطبيعية تدخلات وتطويرات مستحدثة، يعتبر ذلك تعديًا واضحًا على قوانين حماية المحميات، مشيرًا إلى أن الدول تضع قوانين لحماية تلك المحميات بجميع أنواعها سواءًا البرية أو اعشاب أو مياه وغيرها، لافتًا إلى أنه كلما تم المحافظة على المحميات الطبيعية كلما أثر ذلك على زيادة السياحة".
ويبلغ إجمالى عدد المحميات الطبيعية فى مصر نحو 31 محمية، من يزاول منها النشاط فعلياً 13 محمية فقط، تتوزع المحميات الـ13 بين 8 محافظات هى، محافظة القاهرة والتى يوجد بها محميتين، ومحافظة كفر الشيخ ويوجد بها محمية واحدة فقط، بالإضافة إلى محافظة الجيزةويوجد بها محمية واحدة، ومحافظة الفيوم والتى يوجد بها محميتان طبيعيتان.
تُقدر مساحة المحميات الطبيعية بأكثر من 15% من المساحة الكلية لمصر التى تبلغ 1,002,450 كيلو متر مربع، وقد بدأت فكرة إنشاءالمحميات الطبيعية بمصر بعد إصدار القانون رقم 102 لعام 1983 فى شأن المحميات الطبيعية، ثم صدر قانون رقم 4 لعام 1994 فىشأن حماية البيئة، وذلك ليكون سنداً للقانون الأول.
مجدي سليم: يتم تطوير المحمية من الخارج فقط
وأكد مجدي سليم، خبير سياحي، دور المحميات الطبيعية في تنشيط حركة السياحة من خلال تمتعها بالمناظر الخلابة التي تثير اهتمام السياح خاصة الراغبين في اكتشاف الطبيعة وسياحة المغامرات، لافتًا إلى أن سياحة المحميات تعتبر السياحة الأهم التي يبحث عنهاالسياح.
وأضاف "سليم": يوجد في مصر قرابة 30 محمية طبيعة، سواءً داخل البحر أو خارجه، ويتمتعوا بشأن كبير في جذب السياح على رأسهم محمية رأس محمد، كما يحظوا بأهمية كبرى على مستوى العالم، وبعضهما يصنف من أفضل المحميات عالميًا، رغم ذلك ليس كل المحميات الموجودة في مصر يتم استغلالها، فبعضها مغلقًا، نتيجة لعدم توافر شبكة مواصلات تنقل السياح إليها.
وعن تطوير المحميات، أوضح الخبير السياحي: "تنحصر أعمال التطوير في بنية الخدمات خارج المحمية وليس داخلها كتمهيد الطرق التيتصل السياح إليها، ولا يتم عمل أي تطويرات بشرية داخل المحمية لكونها متروكة للطبيعة وذلك وفقًا لقوانين حماية المحميات".