«طلعت» يكشف لـ«الدستور» خطة «الاتصالات» للتوسع في إفريقيا
تسعى مصر إلى تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، في القطاعات المختلفة، ومن بينها الاتصالات، حيث تستهدف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لعب دور حيوي واستراتيجي في ملف التحول الرقمي بالقارة السمراء، بالتعاون المشترك في مجالات البنية التحتية والمدن الذكية والامن السيبراني والتدريب.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن مصر تتمتع بموقع استراتيجي وإقليمي متميز، وتعد أكبر ممر رقمي آمن لعبور البيانات، وهو ما يؤهل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للريادة والتربع على عرش إفريقيا، انطلاقًا من أهمية عبور البيانات وخدمات الاتصالات بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، عبر مصر.
ولفت الوزير، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن هناك استراتيجية واضحة للتعمق في إفريقيا في عدة مجالات؛ أبرزها مجال نقل وتخزين البيانات، حيث إن مصر يمر عبر أراضيها أكثر من 90% من البيانات العالمية، وتمتلك قدرات كبيرة لوصول هذه الخدمات إلى الدول الإفريقية، من خلال الكوابل البحرية العابرة للقارات.
ولفت إلى تنفيذ كابل "هارب" البحري بالتعاون مع مشغلي الاتصالات العالميين والشركة المصرية للاتصالات، والذي يدور حول قارة إفريقيا، ويتوقع أن يخدم 1.3 مليار نسمة في نحو 21 دولة في القارة السمراء، والمقرر الانتهاء منه خلال عام 2023، ويمتد الكابل بطول 45 الف كيلو مربع بداية من البرتغال وإيطاليا مرور بمصر، ثم جنوب إفريقيا ثم ساحل العاج، والجزء الثاني يمر من الأراضي السعودية حتى الهند وباكستان، ما يوفر سعات دولية كبيرة تصل إلى 180 تيرابيت/ثانية.
وأوضح ان الكابل العملاق "هارب" والذي يعد أطول كابل بحري للإنترنت في العالم، ويستخدم أحدث تقنيات أنظمة الكوابل البحرية، يهدف إلى تشغيل نحو 16 زوجا مقابل 8 أزواج من الألياف الضوئية، وتوصيل وتوفير خدمات إنترنت بجودة وسرعة عالية وأقل تكلفة للدول الإفريقية سواء الساحلية أو الداخلية.
وأشار إلى تطوير وتحديث 10 محطات إنزال في مصر لتلبية احتياجات الشركات العالمية بعد مرور 13 كابلًا بحريًا من مصر، ويجري انشاء 5 كوابل بحرية أخرى، والتي توفر الطلبات المتزايدة للسعات الدولية على الإنترنت بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
ونوه بأن مصر عازمة على الاستمرار في تقديم الدعم الكامل للدول الإفريقية، من خلال عمليات التدريب ونقل الخبرات بين مصر، كما يجري التعاون في مجالات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة وفتح جامعة مصر المعلوماتية الدولية بالعاصمة الإدارية أمام الطلاب الأفارقة، لتوفير أحدث مناهج متخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.