الاتحاد من أجل المتوسط: مصر تولي اهتمامًا كبيرًا لمحيطها الإقليمي
قال السفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا لمحيطها الإقليمي (العربي والإفريقي والمتوسطي)، وتلعب دورًا فاعلًا في تعزيز استقرار المنطقة، ويشهد العالم بما لها من أيادي بيضاء في الملف الليبي والفلسطيني وكذلك مع السودان.
وأضاف كامل - اليوم الجمعة، بمناسبة انعقاد النسخة السادسة من المنتدى الإقليمي السنوي لوزراء خارجية دول الاتحاد المقرر انطلاقه الاثنين المقبل ببرشلونة - أن مصر دولة متوسطية كبرى ولها دور رائد في شرق المتوسط، وانفتاحها على دول الجوار الإقليمي والمتوسطي مسئلة في قلب اهتمامات القيادة المصرية.
وذكر بأن مصر تربطها علاقات قوية وراسخة مع معظم الدول الفاعلة في حوض البحر المتوسط، لافتًا في هذا الشأن إلى العلاقات المصرية-الفرنسية المتميزة وكذلك المصرية-الإيطالية، فضلًا عن الشراكة المتطورة والمتنامية مع كل من قبرص واليونان، وهي بلدان متوسطية بامتياز.
وثمن الأمين العام، انخراط مصر خلال السنوات القليلة الماضية على كافة محاور سياستها الخارجية في نشاط غير مسبوق بالتواصل مع "إفريقيا جنوب الصحراء"، مشيرًا في هذا الصدد إلى استضافة مصر ورئاستها لقمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب القارة الإفريقية "الكوميسا"، موضحًا أن الاتحاد من أجل المتوسط ينظر لمنطقة شمال إفريقيا على أنها الجسر الرابط ما بين أوروبا وقلب القارة السمراء.
وحول دور مصر داخل المنظمة الأورومتوسطية ومجالات التعاون المشترك، نوه بأن مصر حاضرة بقوة في مختلف النشاطات، ومن أكثر الدول المشاركة في مشاريع الاتحاد على كافة الأصعدة، كما أنها دولة سباقة في استضافة فاعليات الاتحاد.
ولفت، في هذا الصدد، إلى المؤتمر الوزاري حول المناخ والبيئة لدول الاتحاد الذي احتضنته القاهرة في أكتوبر الماضي، وصدر عنه إعلان هام جاء بعد أن اتفقت - ولأول مرة، 42 دولة متفاوتة في درجة النمو الاقتصادي وفي تأثيرها بظاهرة الاحتباس الحراري - على رؤية موحدة ومجموعة من الأولويات قبل التوجه إلى قمة المناخ (cop26) التي عقدت بمدينة غلاسكو مطلع نوفمبر الجاري، معتبرًا أن اتفاقات القاهرة كان لها تأثير إيجابي في توصل قمة غلاكسو لعدد من التوافقات الهامة حول ظاهرة التغير المناخي.
وأشاد بالمشروعات المهمة التي تنفذها الدولة المصرية بالتعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط، من بينها مشروعات صديقة للبيئة وذات أثرٍ مباشر على تقليل حجم الانبعاثات الكربونية، وأخرى لتمكين المرأة ورائدات الأعمال، وتوظيف الشباب.
وفيما يتعلق بمنتدى شباب العالم المرتقب في يناير 2022 بمدينة شرم الشيخ، كشف الأمين العام أن الاتحاد سيشارك بفاعلية في المنتدى لاسيما في ضوء ما يمثله ملف الشباب من أولوية له، معلنًا عن الانتهاء من إعداد استراتيجية جديدة للشباب في المنطقة الأورومتوسطية وسيتم عرض أبرز محاورها خلال المنتدى.
ووصف منتدى شباب العالم بأنه "واحد من المنتديات التي أصبحت اليوم من أهم عناوين الالتقاء والتواصل بين شباب العالم على أرض مصر كل عام".
وحول المنتدى الإقليمي السادس للاتحاد من أجل المتوسط، أوضح السفير ناصر كامل أن مدينة برشلونة تستضيف يوم الاثنين المقبل الموافق (29 نوفمبر الجاري) ثلاثة أحداث مهمة، وهي اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد، واجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع وزراء خارجية دول الجوار الجنوبي، وجلسة خاصة على هامش المنتدى؛ لمناقشة وعرض التقرير الذي أعده الاتحاد من أجل المتوسط حول واقع حال جهود التكامل الإقليمي في المنطقة الأورومتوسطية.
وكشف الأمين العام أن النسخة السادسة من المنتدى تشهد أكبر مشاركة وزارية منذ عدة سنوات، حيث يحضر اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد أكثر من 30 وزيرًا ووزير دولة، والتي تعد مشاركة ضخمة في هذا المحفل السنوي.
وتابع أن اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد هو أول لقاء يعقد حضوريًا عقب ظروف جائحة (كوفيد-19)، وسيكون فرصة في المقام الأول للنظر فيما تم إنجازه بشأن الأولويات الخمس الذي حددها وزراء الخارجية لمجالات وأنشطة الاتحاد على مدار العام الماضي والأعوام السابقة، بالإضافة إلى بحث سبل وخطط العمل المستقبلية.
وتابع أن الحدث الثاني، وهو الاجتماع الذي يجمع الاتحاد الأوروبي بالجوار الجنوبي، يهدف إلى مناقشة سياسة الجوار الجنوبي الجديدة التي اعتمدت العام الماضي، ومدى التقدم في تنفيذ أولويتها وما يرتبط بها من برنامج استثماري في مشاريع البنية التحتية وغيرها، فضلًا عن الاستماع من جانب الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية لمقترحات ورؤى وتقديرات دول الجنوب حول هذا البرنامج.
وفيما يخص الحدث الثالث وهو الجلسة المخصصة لمناقشة تقرير عن وضعية التكامل الإقليمي في المنطقة، قال إن تلك الجلسة من شأنها تقديم مقترحات وتوصيات محددة وعملية لكيفية التعامل مع مواطن القصور التي تشوب تفعيل وتعزيز التكامل الإقليمي بالمنطقة في المجالات المختلفة ومنها التجارة والتمويل والبنية التحتية والبحث العلمي وتنقل المواطنين.
وعن "اليوم الدولي للبحر الأبيض المتوسط"، والذي يتزامن الاحتفاء بنسخته الأولى يوم 28 نوفمبر مع انعقاد المنتدى الإقليمي السنوي للاتحاد، شدد السفير ناصر كامل على أنه كان هناك حاجة لإطلاق هذا اليوم؛ لتذكير شعوب المنطقة والعالم بأن هناك هوية وتحديات مشتركة وإرادة سياسية لتخطي المعوقات وتعزير التعاون بين ضفتي المتوسط.
وأكمل الأمين العام بأن إطلاق يوم للمتوسط كان له اعتبارات تتعلق بالهوية والتاريخ والثقافة المشتركة في تلك المنطقة، قائلًا: "كل دول الاتحاد مدركة أن هناك رابطًا حضاريًا وثقافيًا يجمعها منذ آلاف السنين، بجانب وجود تحديات مشتركة لاسيما على الصعيد التنموي تجعل من هذا المكان محيطًا تتشابك مصالحه وتتوحد توجهاته وأهدافه في إنشاء منطقة للاستقرار والتعاون حول حوض البحر المتوسط"، معطيًا مثالًا بمصر كونها إحدى الدول التي تتمسك وتعتز كثيرًا بهويتها العربية الإفريقية المتوسطية.
وأكد أن الاتحاد أراد عبر إطلاق "اليوم الدولي للبحر الأبيض المتوسط" توحيد شعوب المنطقة والذي يقدر عددهم بنحو 500 مليون مواطن خاصة في ضوء وجود 46 ألف كم من سواحل تعاني بشكل جماعي من ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
واختتم السفير ناصر كامل بأن "يوم المتوسط" يمثل فرصة أيضًا لعرض ما هو إيجابي وما تم إنجازه على أرض الواقع من تنمية وتعاون اقتصادي وتبادل ثقافي وتوافق بين دول المنطقة حول عدد من الملفات الهامة مثل المناخ والتعليم والبحث العلمي والحفاظ على التنوع البيولوجي والتكامل الاقتصادي وكل مناحي التعاون التي تهم مواطنينا.