منفذ أعمال المراكب بـ«الكباش» يكشف تفاصيل الاستعداد للحدث التاريخى
حدث جلل شهدته مصر بمدينة الأقصر، مساء الخميس، بافتتاح طريق الكباش والذي انتظره العالم ملتفًا حول فراعنة مصر القدامى الذين صنعوا التاريخ وأحفادهم الذين يجددون صناعته ويحاكون أجدادهم، ليشاهد عظمة هذا الوطن الذي لم ينس أبناءه أنهم أحفاد أعظم شعب.
آلاف من أبناء مصر من مهندسين وعمال وفنانين عزف كل بطريقته سيمفونية الاحتفال بهذا الطريق لإعادته للنور، بعد سنوات من الإهمال.
استطاعت "الدستور" التواصل مع واحد من أبرز المشرفين على عزف هذه السيمفونية وهو الدكتور ضياء عوض، النحات بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنصورة، والمشرف على نحت وتصنيع المجسمات المشاركة فى الحفل.
يقول ضياء عوض، في تصريحات لـ"الدستور"، إن التصميم الأساسي للتماثيل يرجع إلى مهندس الديكور محمد عطية، والذي كان له سابق تجربة مشتركة معه في احتفالية مصر التاريخية بنقل المومياوات.
وتابع أن تصاميم طريق الكباش جميعها جاءت لتتلاءم مع احتفال مصر والعالم بعيد الأوبت الفرعوني، والذي لم يشهد العالم الاحتفال به منذ أكثر من ستين عامًا، فكان بين أهم الأعمال التي تم إنجازها تصميم ثلاثة مراكب فرعونية تحوي ثلاثة تماثيل لكل مركبة، الأولى من بينها تماثيل مضيئة للملك حورس، وللكوبرا الفرعونية، بالإضافة إلى إنجاز خمسين قطعة من كل رمز فرعوني آخر.
والفايبر جلاس والخشب، هما المواد التي استخدمت في تصنيع المراكب الفرعونية حسب الدكتور ضياء، موضحًا أنه تمت مراعاة الكثير من التفاصيل في تصنيع تلك المراكب لتناسب في شكلها مظهر المراكب الفرعونية في الحقبة التي كان يتم فيها الاحتفال بعيد الأوبت، وهي حقبة الأسرة "18"، مشيرًا إلى أن دراسته واطلاعه على التاريخ الفرعوني ساعده كثيرًا في إضفاء تلك التفاصيل.
كما أضاف أن الاحتفال اليوم بافتتاح طريق الكباش ليس عاديًا ولا يعتمد على عنصر واحد، موضحًا أنه تم استخدام وتوظيف العديد من العناصر لإخراجه على مستوى يليق بكونه حدثًا عالميًا ينتظر العالم حقًا مشاهدته، فتم توظيف نظم هائلة و جديدة للإضاءة وتسليطها بشكل مدروس على التماثيل المنحوتة مع استخدام تقنية عالية للتصوير، بالإضافة إلى استخدام الموسيقى والأغاني التي توائم هذا الحدث الفرعوني الضخم، وهذا جميعه تم بأيدى ما يقرب من حوالي 4000 مصري.
واختتم ضياء حديثه لـ"الدستور" موضحًا أن افتتاح طريق الكباش مثل له وللعاملين معه تحديًا كبيرًا إذ أنه تم انتهاؤهم من أعمال النحت جميعها في غضون أسبوعين فقط، وهو ما يمثل مدى العمل المبذول والضغط اليومي الذي عاشوه لإنجازه بهذه السرعة.