كى جى دى ولّا دكتوراه!
فى الوقت ده من كل سنة بيكون ميعاد تقديم المدارس الخاصة، خصوصًا الإنترناشيونال أو الدولية، وده بيتجهزله تقريبًا لما الطفل بيتم السنتين والسنتين ونص عشان على ميعاد الإنترفيو بيكون عمره بداية من ٣ سنين.
وبتبقى مرحلة مهمة أوى وعملية شاقة ومتعبة بيمر بيها الأهالى، خصوصًا لو الطفل الأول، والموضوع حقيقى بقى صعب جدًا ومهلك مقارنة بزمان اللى يعتبر كان ولا حاجة.. بيبقى الموضوع مقتصر على أقرب مدرسة، والاختيار بيكون خاصة ولا حكومة؟ عربى ولا لغات؟ وشكرًا على كده.
لكن دلوقتى ممكن تقعد تذاكر قبلها بسنة أو سنتين إنت عايز إيه لطفلك؛ حكومة عربى ولا تجريبى ولا خاص.. طب دولى ولا نص دولى، طب بريطانى ولا أمريكانى ولا كندى ولا ألمانى ولا فرنسى.
وبعدين تبتدى تشوف أولوياتك وتحضر قائمة بالمدارس المناسبة.. طبعًا قبل كده بتسأل نفسك: أنا هقدر أوفر مصاريف مدرسة لحد قد إيه فى السنة؟ وتشوف عدد أطفالك الحاليين أو لو ناوى تخلف تانى.
وفى الأغلب محدش بيبقى معاه مصاريف المدرسة جاهزة فى جيبه.. ده بيبقى ليها ترتيبات تانية خالص.. أقساط، جمعيات، شغل إضافى لتوفير المصاريف اللى بتكون أكبر بند من ميزانية البيت وحسب أولويات كل واحد.
فيه أهالى شايفين إن أكبر استثمار فى حياة ولادنا تعليمهم، وهو ده اللى هيأمنلهم مستقبل كويس، فلو هنزنق نفسنا فى المصاريف ونقلل فى الرفاهيات يبقى أهم ليهم، وفيه ناس شايفة إن المدرسة دى واجهة اجتماعية ونعمل أى حاجة بس يبقوا فى مدارس كويسة، وفيه ناس تانية شايفة إن كده كده التعليم محصل بعضه ومسألة حظ فى الدنيا ومش لازم نصرف عليه الصرف ده كله، وإن المدارس بقت تجارة ليس إلا، وفيه ناس تانية بتقول أهم حاجة اللغة الأجنبية والكمبيوتر، فالولاد تدخل مدرسة عادية وياخدوا كورسات فى الأجازة.
المهم إن كل واحد أدرى بأولوياته وعلى أساسها بيجهز لقايمة المدارس اللى يقدر يتكفل بمصاريفها، ويشوف هو عايزها فى نطاق البيت، ولا تبقى قريبة من شغل الأم أو الأب، ولا مش مهم المكان خالص، المهم يلاقى فيها الإمكانيات اللى طالبها، طالب شهادة دولية معتمدة ولا اللى يفرق أكتر إنه يتعلم كويس ومش مهم نوع الشهادة.
بتبتدى تعمل بحث كبير عن تقييمات الأهالى اللى ولادهم فى المدارس دى عشان تفلتر القايمة بتاعتك.
المدرسين كويسين، النضافة أخبارها إيه، عوامل الأمان، التواصل بين المدرسة والأهالى وإذا كان بيستجيبوا للشكاوى ولا لأ، المستوى التربوى، تقسيم المجهود بين المدرسة والأهل عامل إزاى.. المدرسة دى بتحتاج شغل كبير ولا الاعتماد الأكبر على المدرسة، يا ترى طلباتهم كل سنة معقولة ولا مبالغ فيها.
وتروح تعمل رحلة استكشافية لكل مدرسة عشان تحدد فى الآخر مدرستين تلاتة اللى تستقر عليهم.
إنت كده عملت الواجب بتاعك.. نييجى بقى لواجب المدرسة.
لكل مدرسة معايير معينة فى قبول الطفل، وزى ما إنت كان ليك حق اختيارهم، هما كمان شايفين إن ليهم الحق فى اختيار مش بس الطفل، لأ كمان اختيار أهله.
فيه مدارس مش محتاجة أكتر من إنها تتأكد إنك قادر على دفع مصاريفها، وإن طفلك قادر إنه يفهمها ويستجيب لأبسط الأوامر اللى ممكن تطلبها منه.
وفيه مدارس بتدور على كوميونتى أو المستوى الاجتماعى لأهل الطفل بس.. وفيه مدارس الموضوع متطور خالص عندها وبتعمل امتحان للطفل والأهل، وتحس كأنك داخل تعمل تأشيرة أو تقدم على دكتوراه مش تقديم لطفل فى كى جى.
ونييجى هنا بقى لمرحلة إعداد الطفل نفسه، وفى أغلب الحال هتضطر تدور على حضانة من قبل تقديم المدارس بسنة عشان يساعدوك فى إعداده.
ومش أى حضانة برضه إنت هتهزر! ده مشوار تحضير كبير أوى، وبرضه معتمد على مذاكرتك للمدرسة واحتياجاتها، فساعتها دور الحضانة مش هيكون مقتصر على استضافة الطفل وقت غيابك لأ، دورها بيكون تأهيلى للمدرسة.
الطفل يدخل الحضانة من سنتين مبيتكلمش عشان يخرج منها متعلم الكلام بلغتين والحروف الإنجليزية بمفرادتها والأرقام من ١ لـ٢٠، أسامى الحيوانات والأشكال الهندسية بلغتين، وإزاى يمسك القلم ويرسم ويعرف يرجع اللعب مكانها بعد ما يخلص، ويعرف يقول سنه واسمه واسم باباه ومامته وإخواته لما يتسأل بلغتين!
ده كله المفروض الطفل يبقى عارفه وهو رايح إنترفيو المدرسة، ونبقى بنسأل نفسنا لما الطفل مطلوب منه إنه يبقى عارف كل ده أومال هيتعلم فى المدرسة إيه؟.
فده بيحتاج مجهود جبار من الحضانة والأهل فى البيت، وحقيقى بتحس إنك مضغوط ولا كأنك هتوديه مناقشة رسالة الدكتوراه.
وأخيرًا بقى مذاكرة الأب والأم عشان هما كمان لازم يعدوا بأسئلة الإنترفيو، اللى أغلب المدارس الدولية دلوقتى بتخليه كله بالإنجليزى، ولازم تكون متقن اللغة ببراعة..فالأهل كمان بيحتاجوا يتدربوا على الموقف ده من قبلها بفترة كبيرة.
ده تقريبًا ملخص معاناة كل أب وأم عندهم طفل فى سن تقديم المدرسة، ويخلينا نسأل: هو كل ده طبيعى؟ والعالم كله ماشى بنفس النظام ولا إحنا عندنا مشكلة؟
هو صحى للطفل فى السن من سنتين لتلاتة إنه يتعلم كل ده ويتضغط عليه كل ده عشان يدخل مدرسة بدرى ولا ده ظلم مننا ليه؟