كيف كشفت مقبرة توت عنخ آمون أكبر ألغاز الفراعنة؟
سلطت صحيفة "إكسبرس" البريطانية، الضوء على العبادات في مصر القديمة، وكيف حلت مقبرة الملك توت عنخ آمون لغز تحول العبادات في مصر وتعدد الآلهة بعد أن وحدها أخناتون.
وقالت الصحيفة إن توت عنخ آمون يعد أشهر فراعنة مصر رغم أنه استمر في الحكم لمدة 9 سنوات فقط بعد أن اعتلى العرش وهو في الثامنة من عمره، ويعتقد أن هو من أعاد للمملكة الفرعونية تعدد الآلهة مرة أخرى، بعد أن أصدر والده أمنحتب الرابع المعروف باسم أخناتون مرسوما يقضي بأن مصر لن تعود لعبادة آلهة متعددة فيما أصبح يعرف باسم ثورة العمارنة، في الأسرة الثامنة عشرة ، منذ أكثر من 3 آلاف عام.
وأشارت إلى أن ابتكاراته تركزت على نظام ديني جديد قائم على عبادة آتون قرص الشمس الذي رفعه أخناتون فوق كل الآخرين في البانتيون المصري، ولكن عندما توفي، أعاد توت عنخ آمون تأسيس النظام القديم ، وأعاد الفن المصري التقليدي على رأس الدين.
وأوضحت أن عالم الاثار البريطاني هوارد كارتر عثر على مقبرة توت عنخ آمون في 4 نوفمبر من عام 1922، وعندما جاء إلى مصر لأول مرة في عام 1891 ، تم بالفعل اكتشاف وحفر غالبية المقابر المصرية القديمة.
وأضافت أن ما جعل توت عنخ آمون فرعونا مميزا حتى هذا الوقت هو العثور على مقبرته سليمة نظرا لأنها لم تكن مميزة وكبيرة بقدر باقي الفراعنة.
وأشارت إلى أن عدم فخامة مقبرة توت عنخ آمون أثارت حيرة علماء المصريات لعقود طويلة، حيث قالت علياء إسماعيل، عالمة المصريات التي ظهرت خلال الفيلم الوثائقي لناشيونال جيوجرافيك ، "كنوز مصر المفقودة"، إنها اكتشفت سبب ذلك.
وقالت: "حاول خليفة توت عنخ آمون الذي يدعى آي أن يبعد الملك الصغير عن تاريخ مصر، فوضع جسده ومقتنياته في مقبرة صغيرة سيئة الزخرفة، وعند البحث في مقبرة آي وجدنا أنها مليئة بالأعمال الفنية الرائعة فكانت شبيهة لحد كبير بمقبرة الملك توت الصغيرة ولكن أكثر روعة".
وتابعت: “رغم تشابه المقبرتين إلا أن مقبرة آي هي التي تصلح لأن تكون لفرعون، فهي تشبه كثيرة مقبرة توت غنخ آمون من حيث الأسلوب والعمل الفني والتابوت الحجري، لكنها أكبر من ذلك بكثير”.
ويعتقد العلماء الآن في أنه عندما توفي توت عنخ آمون شابًا بشكل غير متوقع، لم تكن المقبرة الفخمة التي أمر بها لنفسه قد اكتملت، واغتنم آي الفرصة وأمر بدفن توت في قبر أصغر.