وزير الأوقاف: ثقافة التسامح هى الأساس وما سواها خروج على الأصل
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن ثقافتنا هي ثقافة التسامح والسلام ، فثقافة السلام في الأصل في هويتنا الثقافية وما سواها ليس مجرد استثناء بل خروج على الأصل، وأن الحوار البناء هو الحوار القائم على العدل والإنصاف واحترام القانون الدولي وخصوصية الآخر الدينية والثقافية وعاداته وتقاليده ، مع احترام القانون الدولي بعيدًا عن سياسات الإملاء والاستعلاء وفرض سياسة الأمر الواقع.
وأوضح أن الحوار يعني حسن الاستماع والإنصات إلى الآخر وعدم الاستعلاء عليه أو محاولة شطب ذاكرته الثقافية أو محوها أو النيل منها أو تذويبها،
وأضاف وزير الأوقاف أن الحوار الحضاري، يهدف إلى صالح الإنسان كونه إنسانًا، بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو لغته ، وأن نواجه معًا المخاطر المحدقة بالإنسانية من التطرّف والإرهاب، والحروب والمجاعات ، وسباقات التسلح ، والتغيرات المناخية، وأن يقف الإنسان إلى جانب أخيه الإنسان ويكون عونًا له عند الشدائد والنوائب ، في وقت أصبح فيه العالم أشبه ما يكون بقرية واحدة ، ما يحدث في شماله يؤثر بالطبع على جنوبه ، وما يحدث في شرقه تجد صداه في غربه.
وأكد أن ديننا الحنيف قائم على الإيمان بالتنوع والاختلاف الذي هو آية من آيات الله وسننه الكونية، وأن التنوع قوة وثراء لو أحسنا التعامل معه والإفادة منه ، فبديل الحوار هو الصدام ، وبديل الإيمان بالتنوع والاختلاف هو الاقتتال والاحتراب.
ولفت إلى أن الواقع المعاين المشاهد ندرك أن أكثر الأمم إيمانًا بحق التنوع والاختلاف وقبول الآخر والمختلف وترسيخ أسس التعايش السلمي بين أبنائها من جهة وفيما بينها وبين العالم كله من جهة أخرى ، هي أكثر الأمم أمنًا واستقرارًا وتقدمًا ورخاء وازدهارًا.
وينبغي أن يقوم الحوار على أسس ومرتكزات قوية، نذكر منها ما يلي:
1- السعي الدائم نحو التعارف ، والانفتاح على الثقافات الأخرى ، وليس الانغلاق المحكم الذي يؤدي بنا إلى الخوف من الآخر المجهول ، فتعميق الوعي بالآخر وثقافته ومجريات حياته يجعله بالنسبة لنا أقل غرابة ، ويجعل الحوار معه أكثر يُسرًا وأسهل مأتىً وتناولا ، وإذا كان الحكم على الشيء فرعًا عن تصوره كما يقول المناطقة فلابد أن نتعرف على ما لدى الآخر من قيم ومثل وثقافات ، وأن نحلل ذلك تحليلا جيدًا محايدًا ومنصفًا قبل الحكم له أو عليه ، وألا تكون لدينا أحكام وقوالب جاهزة مسبقة في الحكم على الآخرين.
2- تحكيم لغة العقل ورغبة جميع الأطراف في نبذ العنف والكراهية والتطرف والإرهاب ، إيمانًا بأن قضية الصراع ليس فيها رابح مطلق أو خاسر مطلق ، وأن عواقب الصراع والعنف والتطرف وخيمة على الإنسانية جمعاء ، وأنه لا بديل للإنسانية عن البحث في القواسم والمصالح المشتركة ونقاط الالتقاء ؛ لما فيه خير البشرية بعيدًا عن الحروب والصراعات والقتل والاقتتال والتخريب والتدمير.
3- أن تكون لدى جميع الأطراف الرغبة الحقيقية في إعلاء القيم المشتركة وتجنب جميع مظاهر الأنانية والاستعلاء.
4- التركيز على الإفادة من النافع والمفيد وغض الطرف عن خصوصيات الآخر الثقافية التي قد نرى أنها لا تتفق مع قيمنا وحضارتنا ، في ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب ، من غير أن يحاول أي طرف من أطراف الحوار أن يفرض على الآخر قسرا قيمه وأنماط حياته الخاصة ، بل علينا جميعا العمل على تحقيق السلام الإنساني من خلال تعظيم القيم المشتركة و المتفق عليه ، ويعذُر بعضهم بعضًا في المختلف فيه.
5- التأكيد على أن الأخلاق والقيم الإنسانية وما ينفع الناس من خلال تعظيم المصالح المشتركة ودرء المخاطر. والمفاسد ينبغي أن تكون المرتكز الرئيس للحوار الإيجابي البناء.