الكنيسة الموارنة: تعلموا الوداعة والاتضاع من صفات المسيح

وجهت كنيسة الموارنة في مصر، وهم اللبنانيون الكاثوليك، الذين يرأسهم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وينوب عنه في مصر المطران جورج شيحان، رسالة خلال القداس الاحتفالي بحلول الثلاثاء من أسبوع بشارة العذراء، عن التعلم من شخص المسيح.

جاءت الرسالة في عظة القداس، وهي جاءت من كتابات القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم الذي عاش في الفترة 345 - 407، وهو بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلم في الكنيسة.

وجاءت العظة تحت شعار «اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب»، وقالت خلالها الكنيسة: "إنّ الرّب يسوع المسيح هو، اليوم كما سابقًا، ربٌّ مليءٌ بالطّيبة والمحبّة... أنظروا كيف يتصرّف. إنّه يظهر رحمةً تجاه الخاطئ الّذي يستحقّ تأنيبًا في الواقع. إنّ الذين يغضبونه يستحقّون أن يُدانوا، غير أنّه يتوجّه إلى الناس المذنبين بأعذب الكلام قائلاً: "تَعالَوا إِليَّ جَميعًا، أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم". إنّ الرّب متواضعٌ؛ أمّا الإنسان، فهو متكبّر. إنّ القاضي يظهر مسامحته؛ أمّا المجرم، فهو وقح. يتفوّهُ الحِرفيّ بكلمات متواضعة؛ أمّا الطين، فيلقي خطابات على طريقة الملوك. "تعالوا إليَّ... اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم". هو لا يأتي بالسوط ليَجلدَ، بل بالدواء ليَشفي.

وأضافت: "فكّروا إذًا في صلاحه الفائق الوصف. هل سترفضون أن تعبّروا عن محبّتكم للرّب الذي لا يضرب أبدًا، وعن إعجابكم بالقاضي الذي يطلب السماح للمذنب؟ من المستحيل أن تبقوا غير مبالين أمام كلماته البسيطة: أنا الخالق وأحبّ صنيعتي؛ أنا الحِرفيّ وأعتني بما صنَعَتْه يديَّ. لو كنتُ لا أبالي سوى بكرامتي، لما رفَعتُ الإنسان الخاطئ. لو لم أعالجْ مرضَه العضال بالأدوية المناسبة، لما استعادَ عافيتَه. لو لم أواسِه، لَفارقَ الحياة. لو اكتفَيتُ بتهديده، لَهَلِك. هو مطروح على الأرض، لكنّني سأشفيه بالزيت والخمر. ممتلئًا رحمةً، أنحني نحوه لأنتَشلَه من سقطته. فذاك الذي يكون واقفًا لا يستطيع أن يُقيم إنسانًا مُستلقيًا على الأرض من دون أن ينحني ليمدّ له يده. "تعالوا إليَّ... اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم".