الشاباك يفكك خلية للحركة: من يقود حماس داخل الضفة الغربية؟ وما أهدافها؟
أفادت قناة كان العبرية أن جهاز الأمن العام الاسرائيلي الشاباك كشف بنى تحتية واسعة النطاق لحركة حمـاس في الضفة الغربية كانت تخطط لتنفيذ هجمات قاسية في إسرائيل.
بحسب التقارير تم اعتقال أكثر من 50 ناشطاً من حمـاس في عملية مشتركة نفذها الشاباك والجيش والشرطة وحرس الحدود، ضبطوا خلالها كمية كبيرة من الأسلحة والمواد لصنع حوالي 4 أحزمة ناسفة.
فيما أشار جهاز الأمن العام الإسرائيلي إلى أن الخلايا التي تم تفكيكفها واعتقال أعضاءها كان يتم تمويلها من قبل القيادي في حمـاس صـالح العـاروري.
يحتل ملف "عمليات حركة حماس داخل الضفة الغربية" أولوية لدى القيادات في تل أبيب، وعلى وجه التحديد جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك".
تقديرات الأجهزة الأمنية في تل أبيب تشير إلى أن حماس تعمل على "تنشيط عملياتها" في الضفة خلال الأسابيع الأخيرة، ولكن بشكل حذر حتى لا تؤثر على اتفاق التهدئة بالرعاية المصرية، وكذلك صفقة تبادل الأسرى.
من يقود العمليات؟
هذا النشاط تدفعه بشكل عام ثلاثة مصادر قيادة وتمويل أساسية داخل حركة حماس: قيادة الحركة داخل قطاع غزة بقيادة "يحيي السنوار"، قيادة الحركة في الخارج التي تستقر حالياً بشكل متبادل في تركيا و لبنان بقيادة "صالح العروري"، والسجناء الأمنيين في السجون الإسرائيلية.
القيادتان الداخلية والخارجية وضعت هدف أعلى هو تحرير السجناء، وهدف آخر وهو القيام بعمليات ضد إسرائيل من داخل الضفة الغربية.
العمليات التي على طاولة الحركة، تستتهدف ضمن أمور أخرى اختطاف إسرائيليين لأهداف المساومة وتحرير معتقلين في مقابلهم.
شبكة عمليات حماس داخل الضفة تعتبر شبكة كبيرة نسبياً، وهنا مكمن خطورتها، فكلما زاد عدد أفرادها كلما زادت فرص إلقاء القبض عليهم، مع حقيقة أن التنسيق الأمني بين قيادت الأمن الوقائي الفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله تتعاون مع الشاباك من أجل إحباط تلك العمليات.
السلطة الفلسطينية من جانبها لاتريد أن تتحول أراضي الضفة الغربية لمسرح عمليات ضد إسرائيل، وضع كهذا من شأنه أن يشعل الضفة، ويهدد بقاء السلطة.
سياسة "جز العشب"
سياسة " جز العشب" هي سياسة إسرائيلية أصبحت دائمة منذ الانتفاضة الثانية، وهدفها هو مطاردة نشطاء مُحتملين، حتى تمنعهم من القيام بعمليات قبل تنفيذها، وتعتمد على تكنولوجيا الاستخبارات ووحدات الشاباك ( اليمام، اليسم ودوفدفان)، وهناك من يرى السبب في أن مستوى العمليات متدن جداً في السنوات الأخيرة إلى نجاح تلك السياسة.
تداعيات محتملة
إسرائيل من جانبها، تريد أن تستخدم إحباط عمليات تلك الشبكة لتشكك في قدرات حماس، ولتورط حماس بأنها تخرب الاتفاقات المحتملة لتبادل الأسرى، وكذلك تمس باتفاق التهدئة الذي تم برعاية مصرية.
من ناحية أخرى، فإن خطر تلك العمليات، يكمن في أنه قد يكون بداية مواجهة عسكرية جديدة بين حماس وإسرائيل في حال نجاح إحدى هذه العمليات، تماماً مثلما أدى اختطاف الفتيان الثلاثة إلى حملة الجرف الصامد عام 2014.