الموجة الخامسة لكورونا.. هل يدفع نصف مليون أوروبي حياتهم؟
مع بدء الموجة الخامسة من جائحة كورونا، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرات من ارتفاع الوفيات بنسبة 5% منذ الأسبوع الماضي.
وأدى الارتفاع الملحوظ في وفيات كورونا في القارة العجوز إلى اتخاذ عدد من الدول الاوروبية قرارات حاسمة من تقليل مخاطر الانتشار، واستعداد البعض إلى فرض الإغلاق الكامل.
يأتي ذلك في ظل ذكر التقرير الأسبوعى لمنظمة الصحة العالمية استقرار وفيات «كوفيد- 19» فى جميع أنحاء العالم باستثناء أوروبا التي تأخذ منحنى تصاعدي.
وترصد «الدستور» وضع كورونا في أوروبا تزامنًا مع الموجة الخامسة للوباء:
فرنسا.. زيادة الإصابات 81%
رغم تأكيدات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بداية الشهر الجاري أن بلاده من بين أكثر الدول تحصينًا ضد فيروس كورونا، واستعدادها لاستقبال الموجة الخامسة، جاءت التطورات في الساعات الاخيرة تكشف عن استعداد فرنسا إلى تكرار سيناريو الموجة الاولى التي كانت الأكثر شراسة وتحوش عليها.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية جبريال اتال، إن حالات الإصابة بفيروس كوفيد ارتفعت حوالي 80٪ في أسبوع واحد، مؤكدا أن الموجة الخامسة تنتشر "بسرعة البرق".
وقال جبريال اتال لقناة CNews : "أعتقد أننا الآن أمام تسجيل 17 ألف حالة في اليوم، بمعدل إصابة يبلغ 164 لكل 100 ألف نسمة، بدأ ذلك التسارع منذ بداية الأسبوع الماضي".
وبمقارنة أعداد الإصابات الاحد، والتي سجلت 19749 حالة، مقارنة بالأسبوع السابق الذي سجلت فرنسا خلاله 10023، نجد أن الزيادة تقدر بحوالي 81.4% كانت الأرقام الفعلية أسوأ قليلاً.
وفي 21 نوفمبر، كان هناك 19749 حالة مؤكدة مقارنة بـ 10023 يوم الأحد السابق - بزيادة قدرها 81.4 ٪.
واتجهت فرنسا إلى تقييد حركة غير المطعمين ومنعهم من دخول الاماكن العامة، فضلا عن الاستعداد إلى اعطاء جرعة ثالثة معززة من اللقاحة لمواجهة الموجة الثالثة.
النمسا تفرض إغلاق عام
دخلت النمسا في إغلاق على مستوى البلاد، اليوم الإثنين، في محاولة لاحتواء إصابات فيروس كورونا المتصاعدة، ويأتي الإغلاق مع تضاعف متوسط الوفيات اليومية 3 مرات في الأسابيع الأخيرة، بينما حذرت بعض المستشفيات من أن وحدات العناية المركزة لديها تصل إلى ذروة طاقتها الاستيعابية.
ومن جانبه أعلن المستشار النمساوي، ألكسندر شالنبيرغ، الجمعة، أن بلاده ستعود إلى الإغلاق العام، وتخطّط كي تكون أول دولة أوروبية تفرض إلزامية التلقيح ضد كورونا على الأشخاص المؤهّلين لذلك، بسبب تفاقم أزمة "كوفيد-19" على مستوى البلاد.
وقال شالينبرغ إنّ حكومته تسعى إلى فرض التلقيح بداية من الأول من فبراير، وأن معدّل الملقّحين بشكل كامل في النمسا بلغت نسبتهم حوالي 65٪، وهي تعتبر بين المعدلات الأدنى المسجّلة في الاتحاد الاوروبي.
وأشار شالينبرغ، خلال مؤتمر صحفي عُقد في فيينا الجمعة، إلى أن الإغلاق العام، الأول في أوروبا لهذا الخريف، يبدأ الإثنين، ويستمر لمدة عشرة أيام وقابل للتمديد عشرة أخرى.
وبدأت النمسا مطلع الأسبوع فرض حجر منزلي على مليوني شخص غير ملقحين، باستثناء حالات معينة مثل التسوق وممارسة الرياضة وتلقي رعاية طبية، وكانت أول بلد أوروبي يقوم بذلك.
ألمانيا.. موجة رابعة مأسوية
سجلت ألمانيا ارتفاع قياسي في اصابات كورونا تجاوز 26 الف إصابة يومية، حتى أمس الاحد، وتسجيل 69 حالة وفاة، مما دفع المسؤولون وعلى رأسهم الستشارة الالمانية انجيلا ميركل بالاعتقاد ان القيود المطبقة حاليا لاحتواء فيروس كورونا غير كافية.
وحذّر وزير الصحة الألماني ينس سبان الإثنين، من أن معظم سكان ألمانيا سيكونون إما "تلقوا اللقاحات أو تعافوا أو توفوا" جرّاء كوفيد في غضون بضعة أشهر، في إطار دعوته للإقبال على اللقاحات.
من جانبها قالت المستشارة الألمانية ميركل، الاسبوع الماضي، عشية اجتماع أزمة مع زعماء المنطقة، إن ألمانيا في قبضة موجة رابعة "مأساوية" من فيروس كورونا.
وأعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني أمس، زيادة معدل الإصابة الأسبوعي بفيروس كورونا مجدداً ووصوله إلى مستوى قياسي في ألمانيا.
وأوضح المعهد أن هذا المعدل، وهو عدد حالات الإصابة بالعدوى لكل 100 ألف شخص على مدار سبعة أيام، بلغ صباح اليوم على مستوى ألمانيا 372.7، يذكر أن هذا المعدل كان يبلغ قبل شهر واحد 85.6 فقط.
وقال توماس بارايس المفوض لدى الحكومة الحالية لتسيير الأعمال في ألمانيا، إن وضع تفشي الفيروس الذي يزداد احتداماً بصورة مستمرة يجعل من الواضح أنه لا يمكن تجنب فرض إلزام تلقي اللقاح عاجلاً أو آجلاً، وأضاف: "بتأمل الماضي كان من الخطأ عدم رؤية ذلك من البداية.
بريطانيا تتخطى 40 ألف إصابة
سجّلت بريطانيا 40 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد - 19”، و61 وفاة، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأشارت وزارة الصحة البريطانية مساء الأحد، إلى أن العدد الإجمالي للإصابات بلغ 9,845,492، فيما بلغت حصيلة الوفيات 143,927.
وقالت صحيفة "ذا صن" البريطانية فى تقرير لها، إن لندن يمكن أن تحذو حذو ألمانيا وفرنسا بعد الارتفاع الكبير فى عدد الإصابات مؤخرا، وأوضحت الصحيفة أن بريطاينا يمكن أن تتبع إجراءات من شأنها تقييد حركة غير المطعمين بلقاح كورونا.
وأشارت "ذا صن" إلى أن منع النمسا ٢ مليون شخص غير محصنين من مغادرة منازلهم إلا للطعام أو العمل، ومن المتوقع اتخاذ تدابير مماثلة، بالإضافة إلى حظر استخدام وسائل النقل العام أو دخول المطاعم والمقاهي.
وقال البروفيسور جون أشتون، المدير الإقليمى السابق للصحة العامة فى شمال غرب إنجلترا، "قد يتحقق ذلك" فى المملكة المتحدة أيضًا، فى إشارة للإجراءات ضد الأشخاص الذين لم يتلقوا لقاح كورونا، مضيفا "علينا جميعًا أن نؤدى دورنا، وفى الوقت الحالي، يبدو الأمر كما لو أن الأمر قد انتهى، ونحتاج حقًا إلى العودة إلى ارتداء الكمامات الطبية، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، منوها إلى أن "هذا لا يتعلق بالحقوق المدنية، إنه يتعلق بالفوز فى المعركة مع هذا الفيروس وليس الاستسلام، وهو ما يبدو أنه يدافع عنه مجتمع الأعمال".
وفاة نص مليون شخص في أوروبا
ورجحت منظمة الصحة العالمية وفاة حوالى 500 ألف شخص فى أوروبا فى فصل الشتاء الحالي، بفيروس كورونا، إذا لم تقم الدول الأوروبية بتشديد القيود وتكثيف حملات التطعيم ضد الفيروس.
وقال مدير المكتب الأوروبى لمنظمة الصحة العالمية، هانز كلوج، فى تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، إن ارتداء الكمامة يمكن أن يساعد فى مواجهة تفشى الفيروس، مشيرًا إلى أن «فصل الشتاء وعدم وجود كميات من اللقاحات المضادة للفيروس قادرة على تغطية حملات التطعيم، وسلالة دلتا المتحورة الأسرع انتشارًا، كانت وراء احتدام الوباء».
ودعا إلى زيادة الإقبال على اللقاحات وتنفيذ إجراءات الصحة العامة الأساسية والعلاجات الطبية الجديدة للمساعدة فى مكافحة الجائحة. وقال: «أصبح كورونا مرة أخرى السبب الأول للوفيات فى منطقتنا». وأكد أنه «يجب التعامل مع إلزامية التطعيم على أنها الملاذ الأخير» لمكافحة الفيروس.