الاستيلاء الثقافي.. معركة الـ«بابليك دومين» مع دور النشر في مصر
قضية خطيرة ناقشها الروائي هشام عيد، وهي قضية الـ"بابليك دومين"، وهي الكتب الأجنبية التي مر علي ترجمتها 50 عاما، وفي قانون حقوق الملكية الفكرية تصبح هذه الأعمال حق لكل من أراد ترجمتها لأي لغة أخرى، وهناك العديد من الأعمال الشهيرة التي تترجم في معظم دور النشر، فما هي قصة المتاجرة بالبابليك دومين؟.
يقول الروائي هشام عيد: "اتصل بي ناشر لم يحدثني من قبل، عرض علي عرضاً مغرياً لترجمة كتب مترجمة بالفعل، وبأكثر من طريقة. أبلغني أن مرور 50 عاماً على الترجمة يجعل الترجمة Dominant او Puplic Domain أي بلا صاحب، منفعة عامة. يمكنك السيطرة عليها واستغلالها. يعني بإضافة عدد من الأسطر من الممكن أن أصبح مترجمًا لـ "هاملت" التي ترجمها الدكتور محمد عوض العظيم.
وواصل عيد في تصريح خاص لـ"الدستور": "هذا يحدث أيضاً مع مؤلفات عربية راسخة. تخيل أن ترى كتاباً للعقاد يضع أحدهم عليه بعض المعاني والحواشي فينتسب إليه العمل. فهمت في أثناء حديثه سبب انتشار ترجمة "مزرعة الحيوانات" مثلاً في أكثر من عشرة دور نشر في المعرض السابق... حاولت أن أعتذر بلباقة، قلت له إن الوقت لا يسمح، وربما لا تسعفني إنجليزيتي لقراءة الأصول. قال لي: "لاااا. إنت هتقرا العربي وتغير الصياغة "في حبة جمل" وينزل الكتاب باسمك.. انت العربي بتاعك حلو".
وتابع: "رفضت العرض بالطبع ولكن كان هذا مؤشرا خطيرا لما سيكون عليه معرض الكتاب المقبل، فهناك الكثير من الاعمال التي يتم سرقتها ونشرها في دور النشر ومن المؤكد أن هذا الناشر سيجد كاتبا آخر يضيف عددا من الأسطر في كتاب ليطرح باسمه، وهي قضية ليست بالهينة، خاصة وأن الكثير من الكتاب يفهمون مسألة التحقيق مسألة خاطئة تماما لدرجة أن أحدهم قام بتحقيق كتاب "ألف ليلة وليلة"، فالتحقيق هنا هو أن تقوم بترجمة موازية للعمل وتبسيطه ومحاولة توصيله بلغة حداثية للقارئ بدون أن تغير في المتن الأساسي، ولكن عليه شرحه ونقله فقط بدون أن تزيد أي من أفكارك، كما أن ترجمات ديستويفسكي وتولستوي انتشرا بقوة حتى أن الترجمة لكل هذه المؤلفات ليست ترجمات دار نشر وإنما سرقات وإعادة تدوير فقط، وهنا الكارثة الحقيقية.
وفي الأخير قال عيد: “إذا كان قانون الـ50 عاما يسمح لدور النشر بالترجمة بدون حقوق فإن هناك دور القارئ في عدم السماح بسرقة مجهود مترجمين معظمهم رحلوا عن الحياة، فيجب أن نجلهم ونقدرهم وليس أن نستولي على أعمالهم ونعيد تدويرها مرة أخرى لصالح آخرين”.