أول مايسترو في مصر: عشقت الموسيقى من عزف والدي.. وتكريم السيدة انتصار السيسي «طبطبة مصر عليا» (حوار)
صُنفت على أنها أول مايسترو للموسيقى العربية فى صعيد مصر، وتعمل موجهًة للتربية الموسيقية في وزارة التربية والتعليم في بني سويف، هي “إيمان جنيدي” الحاصلة على سبع جوائز منها الجائزة الثانية فى مسابقة أفضل مايسترو بمهرجان الفيوم وذلك بمشاركة 32 مايسترو رجل.
تخرجت في كلية التربية الموسيقية عام 1992 ورشحت من قبل وزارة التربية والتعليم للعمل في بعض البلدان العربية كمدرسة موسيقي، فسافرت إلى الكويت وعمان، وشاركت مع طلاب مدرستها في العديد من الأعمال الفنية الموسيقية، مما أكسبها خبرة كبيرة في هذا المجال.
بعد عودتها إلى مصر تمت ترقيتها لتصبح موجهة تربية موسيقية، وبعدها تم اختيارها لتدريب طلاب الفريق الفني بجامعة بنى سويف.
إيمان قالت لـ«الدستور»، إنها ولدت فى أسرة مُحبة للموسيقى، رغم أن والدها كان يعمل مهندساً، إلا أنه كان يعزف بمهارة على ألة العود، وإلى نص الحوار..
- بداية.. ما الذي دفعك إلى اختيار دراسة الموسيقى لتصبحي أول مايسترو فى مصر؟
أسرتي من الآسر المحبة للموسيقي؛ رغم أن والدى كان يعمل مهندساً إلا أنه كان يعزف بمهارة على ألة العود، كما أنه اشترى لى ولإخوتى “بيانو” فى المنزل لنتعلم العزف عليه فى مرحلة الطفولة.
وتابعت: دفعني ذلك وشقيقتى الكبرى إلى حب الموسيقى وسبقتني شقيقتى الأكبر مني الى الالتحاق بكلية تربية موسيقية جامعة بني سويف، ووقتها كنت أغني فى المدارس اثناء فترة دراستي وأعزف على بعض الآلات الموسيقية؛ حتي خيرني التنسيق بين كليتي الحقوق والتربية الموسيقية فاخترت الدراسة فى كلية التربية الموسيقية ببني سويف.
- وماذا عن فترة ما بعد الدراسة وذكرياتها؟
خلال الدراسة التحقت بكورال الكلية، وبعد تخرجي سافرت خارج مصر للعمل فى مجال التربية والتعليم، وكنت وقتها أعمل فى فترة الصباح فى التربية والتعليم وفى المساء مع الكورال.
وبعد انتهاء فترة عملي بالخارج وعودتي إلي مصر توليت قيادة منتخب جامعة بنى سويف للموسيقي عام 2005؛ فى نفس الوقت كنت أتولي مركز الفنون فى الشباب والرياضة، حتي عُرض علىّ تولى قيادة فرقة الموسيقى العربية ببنى سويف ورفضت فى بداية الأمر لعدة أسباب، أولها أن التراث الموسيقي القديم فى غاية الصعوبة، وثانيها أن أغلب المشاركين فى الكورال من الرجال وعدد البنات قليل، كما أن أعضاء الفرقة لم يتقبلوا وقتها أن تتولى امرأة قيادة فرقة موسيقية، إلا أن زوجي ساعدني فى التراجع والموافقة على تولى المنصب، ونجحت فى مواجهة التحديات والصعوبات التى واجهتني، ونجحنا فى المشاركة بالمهرجانات الموسيقية العربية وفزت بها كمايسترو فى مراكز ثان وثالث على التوالي منذ هذا التاريخ إلي اليوم.
- فى رأيك ما السبب وراء تراجع عدد النساء العاملات بهذا المجال فى مصر؟
المهنة صعبة بطبيعتها لعدة أسباب، أولها الحاجة للتفرغ الكامل خاصة مع كثرة البروفات، كذلك ضرورة الإلمام بالآلات الموسيقية وتوظيفها خلال الحفلات، كما أن طبيعة عمل المايسترو تحتاج إلى شخصية قيادية لديها سرعة بديهة لمواجهة وحل المواقف.
- ما المطلوب من النساء لكي تتولى منصب مايسترو؟
أولًا القدرة والقيادة وعدم الخوف من العمل والدأب والاستمرار والمثابرة والاستعداد الجيد والمذاكرة لتاريخ الموسيقى يؤهل كل من تحب الموسيقي لأن تصبح من المتصدرات للقيادة وأن تعمل كمايسترو لفرقة موسيقية فى المستقبل.
- حدثينا عن تكريمك من سيدة مصر الأولى خلال يوم المرأة مارس الماضى؟
تكريمى كان له بالغ الأثر لدىّ ولدى أسرتي، واعتبرته تكليلًا لمسيرتي المهنية منذ أن جئت إلى القاهرة من بنى سويف لإثبات نفسى، ووقتها قمت بتأجير شقة للاستقرار فى العاصمة لمتابعة عملي وكانت إمكاناتى المادية وقتها ضعيفة.
وتابعت: كنت أوفر من دخلى الشخصي لحفلاتي وتنمية امكاناتي الموسيقية وقد اضطررت وقتها أن أنام على الأرض فى شقتى المستأجرة فلم تكن لدىّ إمكانات تساعدنى على فرشها، لذا أعتبر تكريم سيدة مصر الأولى لي أن "مصر كلها طبطبت عليا".
- بعد افتتاح قاعة الموسيقى بمدينة الفنون فى العاصمة الإدارية.. كيف يؤثر ذلك على الذوق العام؟
الفن والثقافة والموسيقى تنمي الشعوب، خاصًة إذا كان فناً راقياً فهو كفيل بخلق أجيال واعية، أما عن المهرجانات التى انتشرت مؤخرًا، فإن الفن الشعبي له تاريخه فى مصر وتلك المهرجانات لا علاقة لها بالفن الشعبى من قريب أو بعيد.
- لمن تستمع أول مايسترو فى مصر من الموسيقيين والمقرئين؟
من الموسيقيين أستمع إلي رياض السنباطى وبليغ حمدى وعمار الشريعى ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش، وخلال فترة دراستي كنت أراجع بعض الموسيقيين قبل إعداد المقطوعات الموسيقية.
أما عن المقرئين.. أحب الاستماع لتلاوات الحصرى والطبلاوى ومحمد رفعت، فابتهالاتنا الدينية وإنشادنا الديني حافل بالمقامات الموسيقية.
- من الداعم الرئيس لإيمان جنيدي فى رحلتها الموسيقية ؟
مثلى الأعلى هو والدى رغم أنه كان مهندسًا؛ إلا أنه كان عازفًا ماهرًا لآلة العود، وكان فى فترة دراستى يضبط لى أوتار آلة العود لتمكنه من العزف على الآلة رغم أنه لم يكن دارساً للموسيقى.
- هل تفكر إيمان جنيدي فى كتابة مذكراتها؟
أتمنى توثيق هذه الرحلة الصعبة الممتعة فى كتاب قريبًا، كما أن هناك فيلما وثائقىا أعدته إحدى المؤسسات الثقافية عني، إضافة إلى اتفاقى على إعداد فيلمين وثائقيين عن حياتى قريبًا.