الانهيارات الطينية تهدد غرب كندا وتعزل قرى ومدن بأكملها
تسابقت أطقم الإغاثة في كولومبيا البريطانية لإزالة الأنقاض من الطرق السريعة وإصلاح السدود حيث شهدت المقاطعة الكندية المزيد من الأمطار الغزيرة، اليوم الأحد، بعد أيام فقط من سقوط الأمطار القياسي الذي أدى إلى مقتل 4 أشخاص، وتسبب في توقف أجزاء من المقاطعة نقص في الغذاء والوقود.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، أعلنت المقاطعة الكندية الغربية حالة الطوارئ، الأربعاء الماضي، بعد أن تعرضت أجزاء من المقاطعة لظاهرة تُعرف باسم "نهر الغلاف الجوي"، مما أدى إلى هطول أمطار تكفي لمدة شهر في يومين فقط وتسبب في فيضانات وانهيارات طينية ابتلعت الجسور وامتدادات الطرق السريعة، ووعزلت بلدات بأكملها وأجبرت آلاف السكان على الإجلاء.
وقالت الشرطة إنها انتشلت جثث ثلاثة رجال جرفتهم الانهيارات الأرضية، ليرتفع عدد القتلى إلى 4 أشخاص بقي شخص خامس في عداد المفقودين، وروى الناجون قصصًا مرعبة عن ما رأوه بسبب الانهيارات الطينية.
فيما حذر مسئولو المقاطعة من أن الطقس القاسي سيستمر، حيث توقعت وزارة البيئة الكندية أن نظام طقس مشابه من المقرر أن يجلب ما يصل إلى 150 ملم من الأمطار و 20 سم من الثلوج إلى أجزاء من شمال كولومبيا البريطانية سيصل قريبا.
وقال وزير السلامة العامة بالمقاطعة مايك فارنوورث إنه من المتوقع أن تتحول العاصفة جنوبًا يوم الأحد، ما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق المتضررة من العاصفة.
وأضاف: "إنني أحث الناس على إيلاء اهتمام وثيق للتحذيرات المتعلقة بالطقس، نظرًا لعدم القدرة على التنبؤ التي تأتي مع تغير المناخ".
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن العاصفة القاتلة تأتي بعد أقل من 6 أشهر من ارتفاع درجات حرارة بصورة كبيرة في المقاطعة الواقعة غربي كندا إلى مستويات قياسية أودت بحياة أكثر من 500 شخص وتسببت في اندلاع حرائق غابات دمرت مدينة بأكملها.
وتابعت أن السكان في بعض المناطق تعرضوا لقيود مؤقتة على الوقود والسفر غير الضروري، ما أدى إلى تقارير عن طوابير طويلة في محطات الوقود.
وكانت القيود تهدف إلى تخفيف التوترات في سلسلة التوريد بعد أن أجبرت العاصفة على إغلاق خط أنابيب ترانس ماونتن وقطعت خطين رئيسيين للسكك الحديدية يؤديان إلى فانكوفر، أكثر موانئ كندا ازدحامًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن العواصف ضربت وابتلعت الحظائر وقطعت خطوط الكهرباء التي سقطت في مياه الفيضانات وتسببت في كوارث إنسانية عديدة، كما نفقت الآلاف الحيوانات وظل آخرون محاصرون بدون مياه أو طعام.