3 دقائق من التصفيق.. كيف استقبل الجمهور ليلى مراد بعد اعتزالها؟
هي الفنانة والمطربة المصرية الوحيدة، التي حملت 6 أفلام مصرية اسمها٬ هي: ليلى بنت الفقراء٬ ليلى في الظلام٬ ليلى بنت الأغنياء٬ ليلى٬ ليلى بنت الريف٬ ليلى بنت مدارس. إنها قيثارة الفن والسينما المصرية، المطربة ليلى مراد، والتي تحل اليوم الذكرى السادسة والعشرين لرحيلها عن دنيانا، حيث توفيت في مثل هذا اليوم من العام 1995.
كانت المطربة ليلى مراد، من أوائل من قدموا الفيلم الغنائي الاستعراضي٬ طاردتها الشائعات والأكاذيب عن دعمها لإسرائيل وقت إنشائها٬ اعتنقت الإسلام وكونت مع زوجها أنور وجدي٬ أشهر ثنائي فني على شاشة السينما المصرية وفي الحياة.
ورصيد ليلى مراد الطربي يضم 238 أغنية٬ وحصيلتها السينمائية 27 فيلما كان آخرها "الحبيب المجهول" الذي أخرجه حسن الصيفي العام 1955 وكان عمرها 37 عاما.
هكذا استقبل الجمهور ليلى مراد بعد اعتزالها بسنوات طويلة
في كتابه الصادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع، بعنوان "حكايات العمر كله"، يحكي الفنان سمير صبري، كيف التقى المطربة ليلى مراد في أحد الأفراح التي كان يحييها هو وفرقته الموسيقية، بعد سنوات طويلة من اعتزالها العمل الفني وكانت وقتها في قمة مجدها.
يسرد "صبري" كيف تقدم إلي قيثارة الفن وطلب منها أن تغني وكيف استقبل المدعويين غنائها بلهفة واشتياق: "وفجأة بدأ الجميع، حوالي 800 مدعو في الفرح الكبير، يصفق بشدة، بل أن معظمهم وقف لتحية النجمة الكبيرة، واستمر التصفيق أكثر من 3 دقائق، وبدأ الجميع يغني مطلع الأغنية الشهيرة "أنا قلبي دليلي"، واقتربت أم العروس من صديقتها الفنانة الكبيرة ونظرت إليها، وكأنها تتمنى أن تسمع صوتها في فرح ابنتها الوحيدة، ولم تجد ليلى مراد مفرا من أن تقف بجواري، وتغني مطلع الأغنية، حتى وقف جميع الحضور، وسط حالة من التصفيق المتواصل، وبإشارة مني بدأت الفرقة الموسيقية تعزف مطلع أغنيتها الشهيرة "الحب جميل"، من الروائع التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب لها في الفيلم الخالد "غزل البنات"، وتشجعت أنا وأخذت ليلى مراد من يدها، إلى المسرح في قاعة فندق ماريوت التاريخية، وأنا لا أصدق الحلم الذي أعيشه.. معقولة أنا أقف وبجواري القيثارة الذهبية ليلي مراد تغني؟، وغنت ليلى مراد كما لم تغن من قبل، وسط حالة من الدهشة والذهول من الجميع، بما فيهم العروس والعريس.
ويتابع سمير صبري حكايته: توالت الألحان والأغاني وكل ما تنتهي ليلي من إحدى أغانيها، يبدأ المدعوون في طلب أغنية ثانية، وكأنهم كورس مدرب، فكل أغاني ليلي مراد الجميلة محفورة في ذاكرة وقلوب الناس .
حكاية فيلم لم يكتمل لـ"ليلى مراد"
وفي موضع آخر من الكتاب، يحكي سمير صبري عن لقاء آخر جمعه بـ"ليلى مراد" في عاصمة الضباب لندن٬ وحكت له عن مشروع فيلم عن قصة لإحسان عبد القدوس بعنوان "دعني لولدي" من إنتاج رمسيس وقد ترشح للبطولة أمامها عبد الحليم حافظ.
تقول ليلى مراد عن الفيلم: فعلا رمسيس قابلني ومعه قصة لإحسان عبد القدوس اسمها دعني لولدي٬ وكانت رواية رائعة معظم أحداثها في مدينة فينيسيا الإيطالية٬ وتتحدث عن أرملة تقضي إجازة مع ابنها. وتلتقي شابا مصريا أصغر منها سنا٬ وتقع في حبه٬ ولكنها تعتقد أنه يتلاعب بعواطفها فتقرر السفر والابتعاد والتفرغ لابنها. موضوع رومانسي جدا. البطل المرشح أمامي كان عبد الحليم حافظ٬ الذي كان الجوكر الرابح في السينما المصرية الغنائية وقتها.
وقد وقعت ليلى مراد عقد الفيلم٬ وسافر عبد الحليم إلى فينيسيا وصور بعض اللقطات بالفعل٬ وهو يسير في شوارع المدينة الإيطالية٬ كجزء من الدعاية للفيلم. إلا أن الأخير صدر منه موقف جعل مراد تنسحب من الفيلم.
تتابع مراد: لحن بليغ حمدي أغنية "تخونوه" ضمن أحداث الفيلم وبالفعل أجريت بروفات على الأغنية٬ وكانت الأمور تسير بخير٬ حتى سمع عبد الحليم اللحن بالصدفة وتمسك به وأصر علي أن يغنيها هو في فيلمه "الوسادة الخالية"٬ وطلب من بليغ أن يلحن أغنية ثانية لي٬ وعندما عرفت الموضوع بالمصادفة أيضا٬ من عازف الكمان أحمد الحفناوي ومن بليغ نفسه ومن مؤلف الأغنية الشاعر إسماعيل الحبروك٬ صعبت عليا نفسي جدا. الأغنية كانت عجباني وكنت أنتظر أن يستأذن عبد الحليم مني على الأقل قبل أن يأخذ الأغنية وكنت سأوافق لكنه لم يفعل.
وتؤكد مراد: أنا قلت لروحي مش عاوزة وجع دماغ ولا مشاكل وتركت الفيلم والفن كله. وعندما سجل عبد الحليم الأغنية كلمني٬ وكان يحاول إقناعي بأنه لم يكن على علم بأن الأغنية لي٬ وأنه لا ينسى أول حفلة غنى فيها في حديقة الأندلس في عيد الثورة٬ وكانت حفلتي٬ وأنني وافقت على إشراك الوجه الجديد عبد الحليم حافظ٬ في حفل غنائي معي٬ وهي الحفلة التي كانت سببا في شهرته ونجاحه.