رواية «عزيزتي سافو» لـ هاني عبد المريد على طاولة المركز الدولي للكتاب
يستضيف المركز الدولي للكتاب، في مقره الكائن خلف القضاء العالي بوسط البلد، في السادسة من مساء الخميس المقبل، حفل توقيع ومناقشة رواية "عزيزتي سافو"، للكاتب هاني عبد المريد، والصادرة حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
هذا ويتناول الرواية بالنقاش والتحليل كل من: الكاتبة دكتورة صفاء النجار، الناقد دكتور رضا عطية، ويدير الأمسية الكاتب الروائي محمد الفخراني.
و"هاني عبد المريد"، روائي وقاص، حيث سبق وصدرت له روايات: كيراليسيون ــ أنا العالم ــ محاولة الإيقاع بشبح ــ في منتصف الحلبة ــ عزيزتي سافو.
بجانب مجموعاته القصصية: إغماءة داخل تابوت ــ شجرة جافة للصلب ــ تدريجيًا وببطء ــ عمود رخامي في منتصف الحلبة ــ أساطير الأولين ــ ومن شرفة بيتهوفن.
ومما جاء في رواية الكاتب هاني عبد المريد، "عزيزتي سافو" نقرأ: أقول لكِ يا سافو إن الألم لا يكمن فقط في التفاصيل الصغيرة التي تزعجك وتحتل ذاكرتك، ألمي الأعظم في العجز الذي أعيشه، أنا لا أريد كلامك النظري الذي يُشعرني بأنك لا تشعرين بمصيبتي، تفهَّمتُ كل كلامك السابق الذي أنكرتِ فيه “حصْرة الكتابة”، لكنَّني أدرك تمامًا أن ما أمرُّ به الآن لا مَخرَجَ منه إلَّا أنتِ، أقول ذلك وتندهشين، ستبدو عيناك برَّاقَتَيْن، وسألمح نظرة من الفرحة مع عدم التصديق حين أقول إن هناك مِمَّن أتى بعدك بمئات السنين أكَّد أنك الموزية العاشرة، نعم، قالها “أفلاطون”، أنا أصدِّق كلامه، أنتِ يا سافو إحدى ربَّات الإلهام، وعليك أن تنقذيني ممَّا أنا فيه.
سأقول لك دون مواربة، إنكِ بالتأكيد سمعتِ عن “احتباس البول”، أن تكون المثانة ممتلئة والبول يضغط محاولًا الاندفاع، لكنَّ شيئًا ما يمنع خروجه، آلام شديدة تَحدُث، كأنَّ ما بداخلك سينفجر، شكل من أشكال العذاب العظيم يا سافو، أتدرين؟ نفس الأمر يحدث معي الآن، لكن في عقلي، هناك كتابة تمتلئ بها روحي، أفكار يمتلئ بها عقلي حول ما أودُّ كتابته بالفعل، لكن هناك تشويش ما، عائِقٌ ما، أتخيَّل كأن حصواتٍ صغيرة تنتشر داخل شرايين مُخِّي، تخنق مسارات التفكير، كأن هناك ما يمسك روحي من رقبتها، يعتصر مادة الكتابة داخلها، أنا أتألَّم يا سافو، الأمر ليس ترفًا ولا يحوي أيَّةَ مُبالَغَة، إن ما يحدث يمنعني النوم، الأفكار المتزاحمة والهواجس تجعلني لا أنام أكثر من ساعتين في اليوم رغم وجودي على السرير، هالات سوداء أسفل جفني تجعلني أبدو كمُدمِن، أنا أترنح كعاشق بائس، فعلت كل ما يجب عليَّ فِعلُه، ابتعدتُ عن أجواء الكتابة، تناسَيتُها وعدت إليها مرَّةً ثانية بروح جديدة، خرجت في رحلات خلوية، ركَّزتُ فقط في القراءة، مارست تمارين لشحذ الخيال، تنظرين لي الآن مبتَسِمَة، تضعين يدَكِ على رأسي، تمسحين شعري وأنت تُتَمتِمين بكلمات لا أتبيَّنها، كأنَّكِ تُقدِّمين لي رُقيَة، أعرف أنك تفعلين ذلك لإرضائي، وربما لإكسابي الثقة، لكنك في الأصل غير مقتنعة، لو أردتِ يا سافو فعل شيء لي بشكل حقيقي، فلن تحتاجي حينها لِلَمسي ولا للتَّمتَمَة، لو أردتِ مساعدتي ستنقلين من قلبك لقلبي مباشرة، ستبُثِّين من روحك لروحي، حينها سيمسُّني بعضٌ من نورك، لكنك في الأصل تنكرين حالتي كما أوضحتِ منذ قليل، تتخيَّلين أنني أقف في المكان الخطأ، دُلِّيني أين أقِف؟
ظلَّ خالد يقفز من مكان لمكان كالمجنون، وهو يتساءل، هنا، أم هنا؟ قولي لي يا سافو، أَأَقِفُ هنا ويأتيني الإلهام.