الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى رحيل القديسة أنييس الاسيزية البتول
تُحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى رحيل القديسة أنييس الاسيزية البتول، و روى الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، سيرتها، و قال إن كاترينا دي فافاروني دي أوفريدوتشيو ولدت عام 1197م بمدينة اسيزي بإيطاليا، وهى ابنة الكونت فافورينو سيفي والمباركة هورتولانا، والشقيقة الصغرى للقديسة كلارا الاسيزية وتنتمي أمها القديسة هورتولانا إلى عائلة فيومي النبيلة.
و أضافت "الفرنسيسكاني" تمتعت أغنيس بجمال باهر، وعرفت وهي فتاة صغيرة بلطفها وشخصيتها الحساسة والورعة، وذات يوم سمعت من أختها كلارا أن القديس فرنسيس الأسيزي يبشر في شوارع اسيزي وقد تأثرت جداً بكلامه وعظاته ورفضت الزواج عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، قائلة أنها لا تريد زوجاً سوى المسيح .
وتابع، فى 18 مارس 1212م تركت شقيقتها كلارا منزل أبيها لتسير على خطى القديسة فرنسيس، وبعد ستة عشر يوماً من تخلى كلارا عن ميراثها وتركها لعائلتها أسست رهبنة السيدات الفقيرات، وهى الرهبنة الثانية الفرنسيسكانية.
- ترك المنزل واللحاق بأختها
وأسرعت أنييس بدير القديس أنجيلوس دي ﭘـنزو ويدفعها الروح الإلهي للحاق بأختها ، وكشفت لها عن سرها المكنون، وهى معترفة أنها تريد وضع ذاتها في خدمة الله كانت كلارا تعلم تلميذتها وشقيقتها أنييس وتعرضت فجأة لهجوم من قبل أقاربهما، لأنهم لما سمعوا أن أنييس قد انتقلت لتعيش مع كلارا، هرع 12 رجلا منهم إلى المكان، في اليوم التالي، يتطاير الشرر من عيونهم، لكنهم خادعوا وأظهروا غير ما كانوا يبطنون، مبدين الرغبة في زيارة سلمية ولكونهم فقدوا الرجاء من كلارا .
وواصل الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، عندئذ فيما كان هؤلاء المختطفون عديمو الرحمة يجرون الفتاة التي كانت تقاوم على سفح الجبل حتى تمزقت ثيابها، وترك شعرها المتساقط علامات على الطريق، جثت كلارا للصلاة بين الدموع وتضرعت أن تمنح أختها الثبات على المقصد، وتوسلت أن تعلو القدرة الإلهية على قوة هؤلاء الرجال، وفجأة بدا جسد انييس المطروح على الأرض، وكأنه غدا ثقيلاً حتى أن عدة رجال لم يستطيعوا بكل قواهم نقله عبر مجرى مائي. فهرع إليهم آخرون، من الحقول والكروم لمساعدتهم، ولكن برغم جهودهم، فانهم لم يستطيعوا قط رفع ذلك الجسد عن الأرض.
ولما أجبروا على وقف المحاولة، راحوا يعلقون على المعجزة بسخرية:" لقد أكلت رصاصاً طول الليل لذا لا عجب أن أصبحت ثقيلة"، وبعد هذا الصراع الطويل وصلت كلارا الى المكان، ورجت أقاربها الكف عن هذا النزاع، وترك أنييس شبه الميتة لعنايتها. وبينما كان هؤلاء يبتعدون بمرارة لفشل مهمتهم، قامت انييس فرحة سعيدة بصليب المسيح، الذي من أجله كانت قد ابلت بلاء حسناً.
- كرست نفسها للخدمة الإلهية
وأضاف، في هذه المعركة الأولي وكرست نفسها وإلى الأبد للخدمة الإلهية وبعد ذلك قص القديس فرنسيس شعرها، وأعطاها اسم أنييس ودربها مع أختها على السير في طريق الرب.
وتابع "الفرنسيسكاني"، امتازت أنييس بوادعتها ورصانتها ومحبتها لذويها والفقراء، لا ترغب في الزينة والظهور بل عكفت على الصلاة والاختلاء، واستعداداً لتحمل التكفير الصارم الذي ميز حياة السيدات الفقيرات في سان داميانو. وفى عام 1220م طلبت مجموعة من الراهبات البينديكتيات في مدينة مونتيتشلي بالقرب من فلورنسا أن يصبحن سيدات فقيرات، مضيفا أرسلت القديسة كلارا أختها أنييس لتقود هذه المجموعة الناشئة، وأصبحت رئيسة لهذا الدير، وسرعان ما كتبت أنييس رسالة حزينة إلى حد ما حول مدي افتقادها إلى أختها كلارا والراهبات الأخريات في دير سان داميانو. بعد إنشاء أديرة أخرى للسيدات الفقيرات في شمال إيطاليا. عادت انييس إلى سان داميانو عام 1253م، حيث كانت قد ساءت صحتها.
واستكمل، وبعد حياة عاشتها أنييس في القداسة والتقوى رحلت في يوم 19 نوفمبر عام 1253م، في دير سان داميانوعن عمر يناهز 56 عاماً. بعد ثلاثة أشهر من وفاة أختها كلارا، وتم دفنها بجانب أختها في كنيسة القديسة كلارا في أسيزي بإيطاليا.
و اختتم، فى 15 أغسطس 1255م طوب البابا ألكسندر الرابع القديسة كلارا كقديسة لمدينة اسيزي، وفى عام 1263م غير البابا اوربان الرابع رسمياً اسم رهبانية السيدات الفقيرات إلى رهبانية القديسة كلارا.، وتم إعلان انييس قديسة عام 1752م من قبل البابا بنديكتوس الرابع عشر.