تناقش آثار العشرية السوداء الاجتماعية .. دار العين تطرح رواية «باب الزوار»
صدرت هذا الأسبوع، عن دار العين للنشر والتوزيع، إحدث إصداراتها الروائية، تحت عنوان "باب الزوار"، من تأليف محمد إسماعيل، وهي تجربته الروائية الثانية، حيث سبق وصدرت له رواية بعنوان "ما حدث في شنجن".
ومما جاء في كلمة الناشر علي الغلاف الخلفي لرواية "باب الزوار"، للكاتب محمد إسماعيل: "وطن يشتعل منذ سنوات وتأكل ناره أبناءه، ما الذي حدا بهذا الزائر ليتمسك به أكثر من سكانه؟ خمسة عشرة عاما مرت على "محسن"، مدرس اللغة العربية بالجزائر، هرب خلالهم كل ضيوف هذا البلد والكثير من مواطنيه مع بداية العشرية السوداء، حتى زوجته تركته يرجع وحده للنار.
بين "باهية" التي هربت بابنتها الصغيرة إلى بلجيكا، وزوجها "صالح" السكير الذي بقى مع ابنتيه فاطيما ولمياء، وبين ذلك المراسل المجهول الذي دأب على كتابة اعترافاته المخيفة لمحسن في رسائل لا تحمل عنوانا أو توقيع، وفريـال، الأمازيغية البريئة التي حملت فوق كاهلها مراثي قومها حتى قُتلت، وقت كان القتل إجراءً يوميًا لا يلفت الأنظار، رحاة كبيرة عركت البلاد لسنوات بين فكيها.
حقبة حزينة من بلد المليون شهيد، ووطن تكالب عليه الطامعون لخيراته غاضين الطرف عن الضحايا الذين يتساقطون. وطن تضافر بداخله حكايات صغيرة لتخرج ملحمة الأحياء والأموات من باب الزوار.
فاشهدوا اشهدوا.. ليبقى الحال على ما هو عليه لكل الأطراف سواء الذين ارتضوا البقاء في الجزائر حتى ولو كانوا من غير أهلها، أو من فارقوا الجزائر واختاروا عيشة المنافي من أجل اللاغاية. وهذه هي المفارقة التي تقدمها الرواية، من خلال شخوصها الممزقين بنار الصراع الأزلي بين الأرض والمستعمر من جهة، وبين الشخوص وحروبهم الداخلية النفسية والخارجية مع إشكاليات الواقع من جهة أخرى.
ــ العشرية السوداء وظلالها علي الحياة الاجتماعية في الجزائر
تتناول رواية "باب الزوار"، للكاتب محمد إسماعيل، الآثار الاجتماعية التي تركتها العشرية السوداء في الجزائر، وظلال الرعب التي خلفتها هذه السنوات العشر التي أصابت الجزائريين خلال تسعينيات القرن العشرين، في نفوس الجزائريين، والمذابح التي تركت إرثا لا يمحي من ذاكراتهم الجماعية.
ومن أجواء رواية "باب الزوار" نقرأ: "وقف محسن في طابور جوازات الهواري بومدين بلا رغبة في التقدم لدخول الجزائرولا نية في العودة إلي مصر. وقفته في الصف أشبه بخشبة طافية علي سطح ترعة تتحرك وفقا للتيار.
دوره التالي، يقف مواجها اللافتة "شخص واحد علي مرة"، ترجمة حرفية من الفرنسية، بلا رفيق يمازحه فينتقدان معامتن تلك الجملة كما اعتاد بلا ملل. تقدم خطوتين، مد جواز سفره للضابط الذي تفرس في ملامحه، الشعر الرمادي، الوجه اليابس الملفوح، القسمات الحادة، وحده شرود العينين طرأ علي صاحب الصورة.منح جوازه ختم دخول آخر ثم مده إليه في صمت.