يستمع لرثاء بنت الشاطئ.. «قصة صورة» لـ إحسان عبدالقدوس من تأبين والدته
"ألقت بجسدها المتعب على الفراش، وإلى جوارها زوجها قاسم أمين وبعض الأطباء، وظلت شجاعة إلى اللحظة الأخيرة، وهي تعرف أنها تموت، ومع ذلك لم ترتجف أو تجزع أو تحزن وظلت هادئة النفس باسمة الثغر، واسترد الله وديعته دون عناء أو تعب".. هكذا كتب المخرج الراحل أحمد كامل مرسي والذي كان أحد تلامذتها وأصدقائها عن يوم وفاة السيدة فاطمة اليوسف أو روز اليوسف كما أطلق عليها فهي مؤسِسَة مجلتي روز اليوسف وصباح الخير.
رحلت روز اليوسف في 9 أبريل لعام 1958، وكان لهذا أثر كبير على من يعرفونها، إذ كانت إحدى أشهر أسماء الفن والصحافة والسياسة في النصف الأول من القرن العشرين بمصر، ووالدة الأديب المصري إحسان عبد القدوس، وعملت كممثلة مسرحية مع فرق عزيز عيد وأمين الريحاني وجورج أبيض ويوسف وهبي وطلعت حرب، ومن أبرز أدوارها المسرحية بطولة أوبريت (العشرة الطيبة)، من ألحان سيد درويش.
وفي صورة قديمة لإحسان عبدالقدوس من حفل تأبين والدته فاطمة اليوسف أو روز اليوسف، ظهر بجوار يوسف السباعي وإسماعيل الحبروك و فتحي رضوان ومحمد التابعي وفكري أباظة يستمعون لرثاء تلقيه الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، وهو ينظر إليها منصتا جيدا لما تقوله.
والدة إحسان "روز اليوسف" اسمها الحقيقي فاطمة اليوسف وهي لبنانية الأصل، نشأت يتيمة إذ فقدت والديها منذ بداية حياتها واحتضنتها أسرة (مسيحية)، صديقة لوالدها والتي قررت الهجرة إلى أمريكا. وعند رسو الباخرة بالإسكندرية، طلب إسكندر فرح صاحب فرقة مسرحية من الأسرة المهاجرة التنازل عن البنت اليتيمة فاطمة ليتولاها ويربيها فوافقت الأسرة. وبدأت حياتها في الفن.
وتعرفت فاطمة اليوسف على المهندس محمد عبد القدوس، المهندس بالطرق والكباري، في حفل أقامه النادي الأهلي وكان عبد القدوس عضوا بالنادي ومن هواة الفن فصعد على المسرح وقدم فاصلاً من المونولوجات المرحة، فأعجبت به فاطمة وتزوجته، فثار والده وتبرأ منه وطرده من بيته لزواجه من ممثلة، فترك الابن وظيفته الحكومية وتفرغ للفن ممثلا ومؤلفا مسرحيا.