« القادري» يحاضر حول علاقة توازن الإنسان بالأمن والتنمية
ضمن فعاليات ليالي الوصال الرقمية "ذكر وفكر في زمن كورونا"، المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، شارك الدكتور منير القادري، رئيس مؤسسة الملتقى ومدير المركز الأورو متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، في الليلة الرقمية الثامنة والسبعين، بمداخلة علمية حملت عنوان "توازن الانسان حفظ للأوطان وتحقيق لغاية التنمية والعمران ".
و أشار في بدايتها الى أن عالم اليوم يتسم باختلال التوازن بين ما هو مادي وما هو روحي، وغياب كل ما من شأنه أن يسمح للإنسان بتحقيق حاجاته النفسية والوجدانية والروحية والثقافية والتنموية.
وأضاف أن الفطرة لا تستقيم إلا بالتوازن، وأنه بانحرافها وفسادها تفسد حياة الإنسان وتضطرب، فتظهر الأدواء النفسية والاجتماعية المستعصية، وزاد أن هذا الوضع تعاني منه كثير من المجتمعات التي خالفت الفطرة المستقيمة، موردا قول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: "إن الحضارة التي لا تقيم للروحانية اعتبارًا، ولا تنطلق إلا في ضوء الماديات، لا يمكن وصفها بأنها حضارة".
وتطرق رئيس مؤسسة الملتقى الى قوله تعالى في سورة القصص "ﻭَﺍﺑْﺘَﻎِ ﻓِﻴﻤَﺎ ﺁﺗَﺎﻙَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟﺪَّﺍﺭَ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓَ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻨْﺲَ ﻧَﺼِﻴﺒَﻚَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﺃَﺣْﺴِﻦْ ﻛَﻤَﺎ ﺃَﺣْﺴَﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻟَﻴْﻚَ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺒْﻎِ ﺍﻟْﻔَﺴَﺎﺩَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻤُﻔْﺴِﺪِﻳﻦَ" ( الآية 70)، مبينا أن هذه الآية تعنى بكل دقة أن كل محاولة لشطر الإنسان بين هاذين العالمين هي الفساد لا محالة، وتابع أن تحقيق التوازن بينهما هو طريق الإنسان إلى السكينة والسعادة وتحقيق لغاية انعتاقه من قيود النفس وشهواتها التي تغيب رشده واستقامته.
وأكد" القادري" ، أن ما ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩ التي تدعو الإنسان إلى الرهبنة، ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ التي تغريه بفصل الدين عن الدنيا، اﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﻣﻌﻀﻠﺘﻪ، ﺑﻤﺰﺝ ﻣﺬﻫﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻩ لمعاني ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وأهدافها ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ مع إعلاء مكارم الأخلاق.