بعد اجتياح العقارب للقرى.. حكايات المتضررين من السيول بأسوان
في مشهد مرعب لم يحدث من قبل، شهدت محافظة أسوان بكل مناطقها من قرى ونجوع ومراكز، تساقط أمطار وثلج بكميات غير مسبوقة فضلاً عن هبوب رياح شديدة، تسببت في خروج العقارب والثعابين من جحورها واجتياجها للقرى لتهاجم الأهالي بلا رحمة، وقد وقع ضحاياها عشرات المصابين ليصل عدد المصابين بالدغات العقارب 313 شخصًا بالمحافظة خلال 12 ساعة، وبالفعل قد استقبلت مستشفيات أسوان المصابين لإسعافهم بالمصل.
"الدستور" تحدثت مع عدد من أهالي محافظة أسوان لنعرف أكثر عن تفاصيل تلك الليلية العصيبة.
في كانت البداية مع كريمة إبراهيم جاد، إحدى قانطي محافظة أسوان، فتقول لـ"الدستور" إن نادرًا ما تتعرض المحافظة لتساقط الأمطار بهذا الشكل، بدأ بريح شديد وهبوب عاصفة رعدية، وقد استمر تساقط الأمطار أكثر من ساعة ونصف، وقد تضررت الكثير من المناطق، كما تعرضت لتساقط كميات هائلة من الثلج.
وتابعت كريمة، إن العقارب تكون في فصل الصيف، وبياتها في فصل الشتوي، ولكن تغير الوضع بسبب العاصفة التى قامت وجعلتها تخرج من جحورها بالمناطق الجبلية متوجهة إلي بيوت الأهالي.
وأوضحت أحد المتضررين، أن العقارب هاجمت المنازل بلا رحمة، بسبب انقطاع الكهرباء لساعات طوال، تجنبا لوقوع الحوادث من صعق الكهراباء، منوها أن 80 % من البيوت بمحافظة أسوان بيوت من الطوب واللبن في قرى ونجوع، وأراضي زراعية، وبيوت كثيرة في غرب أسوان وقعت السقف معظمه صاج وطار من العاصفة.
بينما قال محمود السيد، أحد المتضررين من السيول، إنه لُدغ من العقرب أثناء نومة في منزله، وأسرع على الفور للحصول على المصل في مستشفى الجامعة، قائلا: "لم أتوقع حدوث ذلك بسبب السيول وبيتي كله انهار واتخرب".
بينما نحن في موسم البلح، هناك عدد من المواطنين والبائعين تضرر، في مشهد يدل على النبل والشهامة تجمع الأهالي بالمشمع لتغطية البلح وقد تضررت الأماكن المخصصة لتخزينه وتم إخراجه للمنازل.
واستمر الرعب والخوف والظلام، وأصبحت منازل النوبين فوق الجبل سقطت، وسقطت اللوحات الإعلانية ولوحات المحلات، وتوقفت حركة الموصلات ووقفت حركة السفن.
"اتلدغت من العقرب وأنا بحاول أغطي البلح من المطر".. بهذه الكلمات بدأ بها عبدالجليل محمد، أحد أهالي محافظة أسوان المتضررين من تساقط الأمطار، حديثه لـ"الدستور" مشيرًا إلى أنه على غير العادة تتساقط الأمطار بهذا القدر على المحافظة؛ فتلك السيول والثلوج كادت أن تنهي على محزون البلح بكافة قرى ونجوع المحافظة، معلقًا: "كنا في حالة من الذهول، ومش عارفين نعمل أيه وقتها".
ويتابع محمد حديثه، عند تساقط تلك السيول تم فصل الكهرباء وأصبح الظلام يعم كل ركن من أركان المحافظة، تجنبًا لوقوع حدوث صعق.
بينما قال أمجد عبدالهادي، أحد أصحاب محلات البلح قائلا: "البضاعة كلها وقعت ومش بقيت عارف أعمل أية وأنا شايف بيتي بيتخرب قدام عيني".