كيف نجح «مشروعك» في إحداث طفرة تنموية بالمحافظات؟.. خبراء يوضحون
تسعى القيادة السياسية بشكل دائم لإطلاق المبادرات المختلفة التي من شأنها تقديم الدعم، سواء المادي أو المعنوي للمواطنين، وبالأخص الشباب، لتوفير حياة كريمة لهم عبر العديد من المشروعات وفرص العمل المناسبة.
ولعل من أبرز تلك المبادرات، المشروع القومي للتنمية المجتمعية والبشرية والمحلية «مشروعك» الذي انطلق 2015، ومنذ هذا التاريخ حتى عام 2018، حقق البرنامج في تلك الفترة تمويل بحوالي 4.5 مليار جنيه، بتوفير حوالي 81 ألفا و400 مشروع، وتم توفير 300 ألف فرصة عمل.
وفي تصريح للدكتور خالد قاسم، المتحدث باسم وزارة التنمية المحلية، قال إن برنامج مشروعك يعمل من خلال 260 مقرًا في المحافظات المصرية، لافتًا إلى أن الهدف الرئيسي لتلك المبادرة إحداث تنمية اقتصادية محلية في مختلف المحافظات، من خلال العمل على توفير وتشغيل أهالي المحافظات بتوفير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، للقضاء على العشوائية وبعد الظواهر السلبية المجتمعية.
بينما قال المستشار صبري الجندي، المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، إن مبادرة مشروعك التي بدأت منذ 7 سنوات تقريبًا، جاءت ليكون الهدف منها توطين المواطنين في قراهم ومدنهم دون اللجوء إلى القاهرة أو المدن الكبرى للحد من التزاحم والهجرة والغربة الداخلية.
وأوضح «الجندي»، في تصريح لـ«الدستور»، أنها كانت تقوم على تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة لأبناء القرى وعمل مقرات للبنوك في الوحدات المحلية لتقديم التسهيلات الائتمانية، بأسعار فائدة مخفضة للشباب ومساعدتهم بالشكل المناسب.
وأضاف، أن العوائد التي نجحت فيها مبادرة مشروعك هو تقليل اغتراب الشباب، وخلق فرص عمل داخل القرى والمشروعات، فصاحب العمل يحتاج إلى مساعدين، كما وفر عدد من المنتجات التي من الممكن أن تكون في حاجة لها هذه القرى.
وتابع، أن هذه المبادرة تمكنت من عمل دورة رأس مال اقتصادية من خلال هذه المشروعات التي تحتاج إلى خامات فتحتاج المجال للمصانع والشركات في إنتاج مزيد من الخامات وتحقيق منتج يمكن بيعه وهكذا.
وأكد «الجندي»، أن هذه المبادرة سيزداد نشاطها ودورها مع مبادرة تطوير قرى الريف ومبادرة حياة كريمة، إذ أن البيئة الجيدة تُغري على البقاء لأن من يغادر قريته يكون لعدة أسباب على سبيل المثال عدم توافر الكهرباء أو المياه النظيفة أو عدم توافر فرص عمل، أو أي أسباب أخرى كانت تمثل عوامل طارد للشباب.
واستطرد، أن هذه المبادرات ستكون نقطة داعمة لإقامة الشباب لمشروعاتهم الخاصة بشرط أن يكون هناك توجيه من الحكومة بعمل حضر لنشاط كل قرية، بمعنى أن يتم توجيه الشباب للمشروعات التي تخدم قريته من جانب، وتكون مشهورة بها لدعمها ومنعها من الاندثار وحتى لا تتكرر المشروعات فتصبح بلا فائدة وتسبب الخسارة.
وفي بيان صادر عن وزارة التنمية المحلية تم رصد إجمالي حجم القروض الممنوحة من خلال «مشروعك» بلغت 21.4 مليار جنيه لتمويل 183 ألف مشروع استثماري متنوع، وساهمت هذه المشروعات في توفير أكثر من 1.2 مليون فرصة عمل.
وساهم خلال شهر أكتوبر الماضي في تنفيذ 2500 مشروع، بقروض 500 مليون جنيه، ووفر ما يقرب من 20 ألف فرصة عمل في جميع المحافظات.
خبير اقتصادي الدولة تسعى لتوفير فرص العمل من خلال كافة المبادرات
ومن الجانب الاقتصادي، أكد الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن الدور الأساسي الذي تلعبه الدولة والقيادة السياسية في الوقت الحالي هو توفير فرص عمل للشباب، من خلال المشروعات والمبادرات التي تقوم عليها، وزيادة الإنتاج وشعارها الأساسي «شغلك جنب بيتك».
وأوضح الشافعي لـ«الدستور»، أنها تسعى من خلال هذه المبادرة توفر مجمعات صناعية مستهدفة بكل قرية وكل محافظة، والتي تترجم على الفور من خلال المشروعات القائمة وطاقات إنتاجية وزيادة الناتج المحلي، والدور الذي تلعبه في زيادة نسبة العمالة والحد من معدلات البطالة وزيادة مصادر دخل الشباب وقدراتهم وتميزهم وتشجيعهم على أن يكونوا أصحاب مشاريع وليس مجرد موظفين.
وأضاف، أن الهدف من هذه المبادرة وغيرها من المبادرات هو الارتقاء بالدخل المادي للأسر، والارتقاء بزيادة فرص العمل والقدرات الهائلة للشباب الذين يمثلوا جزء من الكل لصالح الاقتصاد المصري.