أحمد إبراهيم: قيمة سعيد الكفراوي الخالدة تتمثل في «الإخلاص»
تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل القاص الكبير سعيد الكفراوي الذى برع وأخلص لفن القصة القصيرة وأثر في أجيال كاملة من الكتاب المعاصرين له وممن خلفوه.
الكاتب أحمد إبراهيم الشريف قال في تصريحات لـ"الدستور": "قيمة سعيد الكفراوي الخالدة تتمثل في "الإخلاص"، تلك القيمة التي نلحظها في إخلاصه لفن القصة القصيرة، سعيد الكفراوي لم يقع في إغراء الرواية "ديوان العرب المعاصر"، ولم يفكر ماديا فى كتابة عمل روائي ربما يفوز بجائزة أدبية كبرى، والرد على ذلك نعرفه بسهولة عندما كنا نسمع الكفراوي يتحدث عن فن القصة، كيف يراها وما معناها وما قيمتها بالنسبة له وبالنسبة للفن عمومًا.
واعتبر "الشريف" أن قيمة الإخلاص عند الكفراوي يمكن أن نلحظها فى حديثه، إنه يحب نفسه، ذلك الحب الذى يجعله يشعر بالرضا، ليس هناك أفضل من كاتب يحب ذكرياته، لا يراها معيبة مهما كان فيها من خير وشر.
وأضاف "الشريف" أن الكفراوي قبل رحيله بشهور قليلة شارك في ندوة لمناقشة رواية "طبيب أرياف" لصديقه الدكتور محمد المنسي قنديل، وراح يتحدث في الندوة عن قيمة المنسي قنديل ونجوميته وسط شلة "المحلة" وهى واحدة من أبرز الجماعات الأدبية التى ظهرت فى مصر، وكانت الابتسامة الموجودة على وجه محمد المنسي قنديل تكشف كم السعادة التي يشعر بها، وتدل في الوقت نفسه على جمال روح سعيد الكفراوى، وإخلاصه لكل جميل فى الحياة.
ولد الكفراوي عام 1939 بقرية كفر حجازي مركز المحلة الكبرى، وبدأ حياته الأدبية فى قصر ثقافة المحلة عام 1964 ضمن جماعة الأدب التي كانت تضم: نصر أبو زيد وجابر عصفور ومحمد المنسى قنديل ومحمد فريد أبو سعدة وجار النبي الحلو ومحمد صالح، وقد شكَّلوا جميعًا تيارًا مهمًّا فى الفكر والنقد والإبداع فى الأدب العربى الحديث.
ولم يكتب الكفراوى سوى القصة القصيرة، ودافع عن ذلك الفن بشرف وتجرد، وكانت كتابة هذا الشكل موازية لحياته تقريبًا وقد اعتبرها نبوءة تعبِّر عن الجماعات المغمورة وأهل الهامش، وفي الوقت الذي رحل كل أبناء جيله إلى زمن الرواية ظل هو مخلصا للقصة القصيرة، مدافعًا عن كينونته حتى أن النقد اعتبره أحد شهيدين يبدعان هذا الشكل الفريد، مع زكريا تامر.
ومن أعمال الراحل: "مدينة الموت الجميل"، "ستر العورة"، "سدرة المنتهى"، "مجرى العيون"، "بيت للعابرين"، "كشك الموسيقى"، "دوائر من حنين"، "أيام الأنتيكا"، "حكايات عن ناس طيبين"، "يا قلب من يشتريك".
وإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية فقد حصل على جائزة السلطان قابوس فى القصة القصيرة، ودعى إلى الكثير من الملتقيات ومؤتمرات الثقافة والإبداع فى مصر والعالم العربي؛ المغرب – الكويت – السعودية – الإمارات – العراق – فرنسا – الدنمارك، وقد أنتجت السينما العراقية فيلمًا عن إحدى قصصه بعنوان "مطاوع وبهية".