الكنيسة المارونية تتحدث عن محبة الله للبشر

وجهت الكنيسة المارونية أنظار تابعيها في القداس الاحتفالي الذي تممت طقوسه احتفالا بحلول الجمعة من أسبوع تقديس البيعة وتجديدها، الى محبة الله للبشر.
وجاء ذلك من خلال عظة القداس الاحتفالية، والتي كتبها الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978.
وتقول: "إنّه لمن الضروري جدًّا أن نفهم سرّ الفرح العميق الذي يسكن في الرّب يسوع والذي هو خاصّته... إن كان الرّب يسوع يُشعُّ بسلام كهذا، وبثقة كهذه، وببهجة كهذه وبتواجد كهذا، فهذا كلّه بسبب الحبّ اللامتناهي الذي يعرف أنّ الآب يكنّه له. خلال معموديّته في نهر الأردن، تجلّى هذا الحبّ الذي كان حاضرًا منذ اللحظة الأولى لتجسّده: "أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضِيت".
وتضيف: "لا يفارق هذا اليقين وعي الرّب يسوع كما أن هذا الحضور لا يتركه البتّة. تغمره معرفة حميمة: "كَما أَنَّ أَبي يَعرِفُني وأَنا أَعرِفُ أَبي". هو تبادل لا مُتناهٍ وكامل: "جَميعُ ما هو لي فهو لَكَ وما هو لَكَ فهو لي".. وأيضًا: "أَحبَبتَني قَبلَ إِنشاءِ العالَم". تتضّح لنا هنا علاقة حبٍّ متحفّظة، تمتزج بوجوده كابن وهي سرّ الحياة الثالوثيّة: الآب يظهر كالذي يمنح ذاته للابن من دون تحفّظ، باندفاع الكرم السعيد، والابن الذي يمنح ذاته بالطريقة نفسها للآب، باندفاع الامتنان السعيد من خلال الرُّوح القدس.
وتكمل: "وها هم الرُّسل، وكلّ مَن يؤمن بالرّب يسوع المسيح، مدعوّون إلى هذا الفرح. لقد أراد الرّب يسوع أن ينالوا هذا الفرح التام في أنفسهم فهو قال: "عَرَّفتُهم بِاسمِكَ وسأُعَرِّفُهم بِه لِتَكونَ فيهمِ المَحبَّةُ الَّتي أَحبَبتَني إِيَّاها وأَكونَ أَنا فيهِم".
واختتمت: "يبدأ فرح الخلود بالحبّ الإلهي من هنا. إنّه فرح ملكوت الله. لكنّه مرتبط بطريق وعر، يتطلّب ثقة مطلقة بالآب والابن، وتفضيل للملكوت. تَعِد رسالة الرّب يسوع قبل كلّ شيء بالفرح، هذا الفرح اللجوج؛ ألا ينفتح لنا عبر التطويبات؟ "طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات... طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون... طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون...".