متى يكون عقوق الوالدين حلالاً؟.. عطية صقر يوضح الحالات
ورد سؤال عبر جروبات الفتوى على "فيسبوك" من سائل يقول: أنا شاب ولى أب وأم يستبدون برأيهم وهم يضغطان عليا بأن أتزوج من فتاة اختاروها لي وأنا غير راغب في هذه الفتاة، وأبي يهددنى بالغضب عليا وحرمان من الميراث في حالة عدم الزواج بها، فماذا أفعل؟ وأبي تزوج فتاة نحسبها صالحة وأبي يضغط عليه لطلاقها بسبب خلافات بينها وبين أمى فماذا يفعل؟
وقال عطية صقر، من كبار علماء الأزهر، رحمه الله، إن مخالفة الوالدين في اختيار الزوج أو الزوجة حرام إذا كانا لهما رأي ديني في الزوج أو الزوجة يحذران منه، إما إذا كان رأي الوالدين ليس دينيا بل لمصلحة شخصية أو غرض آخر، والزواج فيه كفاءة وصلاح فلا حرمة في مخالفة الوالدين، ومطلوب أن يكون هناك تفاهم بالحسنى بين الطرفين، رجاء تحقق الاستقرار في الأسرة الجديدة.
وتابع صقر: حتى يتحقق الغرض الاجتماعي من الزواج الذي ليس هو علاقة خاصة فقط بين الزوج والزوجة، وإنما هو علاقة أيضا بين الأسرتين وفيه دعم روابط الاجتماعي.
أشار إلى أنه يقاس هذا على إرغام الوالدين لولدهما على طلاق زوجته، التي يحبها ويستريح لها، فقد روى الترميذى وصححه أن عمر رضى الله عنه أمر ابنه أن يطلق زوجته فأبى فشكاه للرسول عليه السلام، فأمر بطلاقها، لكن سُئل أحمد بن حنبل بعد ذلك في مثل هذه الحالة، فقال للسائل لا تطلق زوجتك فذكر له حادث عمر، فقال أحمد إذا كان أبوك مثل عمر فطلقها.
وأكمل: والمعنى أن عمر كانت له نظرة دينية في زوجة ابنه، لكن غير عمر ليست له هذه النظرة، فهى غالب نظرة شخصية ولتحقيق غرض معين يكون من ورائه هدم أسرة يستريح لها الولد خلقا ودينا.
ونوه بأن إن سيدنا إبراهيم عليه السلام، أمر ولده إسماعيل أن يطلق زوجته الأولى مكنيا عن ذلك بتغيير عتبة الباب كما رواه البخاري، وذلك لأنه وجدها تتأفف من عشرته ، وقد تكون فتنة لزوجها.
واستشهد صقر، بما قاله الإمام الغزالي في كتابه "الإحياء" بعد ذكر حديث ابن عمر" هذا يدل على أن حق الوالد مقدم ولكن والد يكرهها لا لغرض مثل عمر، وعلى هذا يحمل ما ورد من أمر أبي بكر الصديق ولده عبدالله أن يطلق زوجته عاتكة، وما أخرجه أحمد عن معاذ بن جبل أوصاني رسول الله بعشر كلمات وذكر منها "ولا تعص والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك".