صبحي شحاتة: روايتي تناقش الحالة الكاملة والمطلقة لمعنى وماهية الضعف
قال الكاتب الروائي صبحي شحاتة، صاحب رواية "الضعف" الصادرة عن دار الدار للنشر والتوزيع، إنه يتكلم عن هذه الرواية بصفته قارئ ومؤمن أن العمل الروائي من يجعله يتحدث هو القارئ، مستطردا: رؤيتي أن الواقع الاجتماعي لا يظهر كما آراه بطبيعة الحال، ويمكن وصفه بالطابع الساخر والعبثي.
وأوضح شحاتة خلال إلقاء كلمته بمناقشة رواية "الضعف" للكاتب صبحي شحاتة، والتي أقامت اليوم بصالون "سحر السرد" بنادي التجديف المصري: أن الرواية تناقش الحالة الكاملة والمطلقة لمعنى وماهية الضعف نتيجة لأفكار ثابتة ولا تتغير، وتابع: ثمة كسل نقدي في مقارنة بالعقل النقدي الأوروبي، لذا أصبح أن لا تفكر هو الطابع السائد في مجتمعاتنا، ثمة رحلة قوامها الخيانات والدعارة والإذلال كأفعال ممارسة سائدة ومقبولة.
وأضاف شحاتة أن رواية "الضعف" تذهب إلى مناقشة ما يجرى من واقع مشغول بالتطرف، ثمة معاني كثيرة تناقشها "الضعف" وهو ذلك الإصرار على الهوان، والرواية معنية بالسخرية هذا تماما بأن يكون الطابع السائد ولا يريد كاتبها من أي جوائز من أي آخر لأنهم يراهم ضعفاء.
"الضعف" رواية تناقش ماهية الضعف، وتبحث فيه وتحاول استكناه أغواره وأسبابه ومراميه، وتفتح " الضعف" عالما جديدا وأفقا مختلفة للنظر إلى قيمة الضعف ما يجعلها تمس إن لم تشر إلى حالة مجتمعنا الآن حيث يعاني الضعف إن لم نقل الانهيار والتحطم وليس مجتمعنا فحسب وإنما عالمنا العربي معظمه إن لم يكن كله، حيث صار الضعف وإنسانه المتخلف الرجعي المريض الجاهل هو السائد والمتسيد في هذا الليل “هي عالم متخيل جديد يعرض لجماعة من الناس ليسوا مصريين ولا عربا فحسب، وإنما من جميع أنحاء العالم يقومون برحلة سنوية لزيارة أبيهم الضعف تلك الرحلة الخطرة الضارية التي تعرضها الرواية بالتفصيل تتجه من فوق الأرض إلى ما هو تحتها من كهوف وأغوار ومجاهل صعبة قبيحة مهلكة، حتى يصلوا إلى أبيهم ليس لإنهاء ضعفهم وإنما لزيادته والوصول إلى منتهاه المهين الكامل.. إن إرادة الضعف تعرضها الرواية لا لتسخر منها فحسب وإنما لترينا الفجيعة التي ألمت بإنساننا الآن الذي يترك الآن والمستقبل ويغور إلي ماض سحيق لا يروم منه ليس الحياة والقوة وإنما الضعف الأصلي الخام النهائي الأقسى من الموت ذاته".