في ذكرى رحيله.. من هو المستشرق الإيطالي «توماس أوبسيني»
تٌحي الكنائس المصرية ذكري رحيل توماس أوبسيني المستشرق الإيطالي الكبير، إذ روى ماجد كامل، الباحث في التراث القبطي سيرته قائلاً: “يعتبر المستشرق الإيطالي الكبير توماس أوبسيني Thomas Obicini من المستشرقين الذين لهم أهمية كبيرة في تاريخ الدراسات الاستشراقية”.
وأضاف كامل: “ولد في 9 نوفمبر 1585 بإحدى المدن الإيطالية، وتدرج في مراحل التعليم المتاحة في عصره ثم التحق بالرهبنة الفرنسيكانية إحدى الرهبانيات الكاثولوكية الكبرى، حيث عشق دراسة اللغات الشرقية وتعمق في دراسة اللغة العربية ثم توجه إلى مدينة أورشليم القدس للخدمة هناك كقاصد رسولي”.
وتابع: “كان حارسا لإحدى أديرة الفرنسيكان هناك ورأس مجمعا حرم فيه هرطقات كل من نسطور وأوطاخي، وبعد انتهاء فترة خدمته في القدس رجع إلى روما حيث قام بالتدريس في إحدي الأديرة هناك حيث علم اللغات ( العربية – السريانية – القبطية ) لعدة سنوات وكتب العديد من الكتب مواضيعهم منها مقدمة أو مدخل في علم المنطق ولقد صدر خلال عام 1625، وقواعد اللغة العربية ولقد صدر خلال عام 1631، قاموس عربي سرياني لاتيني ولقد صدر خلال عام 1636 كتاب عن سيرة حياته لمكاريوس جبور؛ ولقد صدر خلال عام 1866، ثم توفي في 7 نوفمبر 1632 عن عمر ناهز 47 عاما تقريبا".
وواصل: “لقد كتب عنه العالم الألماني مارتن كروس في Coptic Encyclopedia فقال (مستشرق إيطالي فرنسيكاني)؛ وخلال الفترة من ( 1616- 1619 ) دخل في حوارات مع النساطرة من خلال أحد المجامع؛ كما كان عضوا في اللجنة التي قامت بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية؛ وهو يعتبر أول باحث أوروبي يدرس السلالم Scala أو القواميس، التي أحضروها له من مصر عن طريق Pietro della Valle؛ولكن العمر لم يطل به حتى يقوم بنشرها؛ فنشرها من بعده العالم الفرنسي أثناسيوس كيرشر، ولقد كتب عنه وأشار إليه العالم البلجيكي الدكو الكبير ونشر كتبه وأبحاثه العالم الإيطالي الكبير فان لانتشوت A .Van Lantschoot”.
وتابع: “كما كتب عنه أيضا الدكتور يوحنا نسيم في كتاب (مقدمة في علوم الدراسات القبطية) الصادر عن مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، حيث قال عنه (درس هذه اللغة هو الراهب الفرنسيكاني توماس أوبسيني Thomas Obicini؛ وهو مستشرق أوفده البابا للتفاوض مع الكلدان في ديار بكر خلال الفترة من 1616- 1619؛ وكان عضوا في اللجنة البابوية التي قامت بترجمة الكتاب المقدس إلى العربية ؛ وكان أول أوروبي يدرس عن مركز الدراسات القبطية؛ سلسلة كراسات قبطية؛ مكتبة الإسكندرية حيث قال (وأول من اللغة القبطية من خلال السلالم والمقدمات)”.