دراسة أوروبية تحذر من تنامى الخلايا السرية للإخوان بعد سقوطها فى العالم العربى
أكدت دراسة جديدة أصدرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن أيديولوجيا "الإخوان" ليست ببعيدة عن أيديولوجيات تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين، في حين أن أسلوبها يتسم بشكل خاص بالازدواجية والسرية، محذرة من تنامي الخلايا السرية للجماعة لاستقطاب عناصر جديدة غير الشباب بعد سقوط الأحزاب المرتبطة بها في العالم العربي واحدة تلو الأخرى خلال الفترة الأخيرة.
وأضافت الدراسة أنه على الناحية الأخرى، هناك احتمال أن تؤدي الانقسامات والخلافات الأيديولوجية الأخيرة داخل جماعة الإخوان إلى تشكيل مجموعات منفصلة عن التنظيم تسلك جانب العنف، متوقعة أن تتنازل الجماعة مؤقتا عن السعي إلى السلطة السياسية وتكتفى بدمج أعضائها فقط في تشكيلات سياسية أخرى.
وتابعت "إن عمل تنظيم الإخوان بعد التضييق الأمنى عليه فى معظم الدول العربية قد يؤدي إلى انتشار وتنامي الخلايا السرية له، لاسيما تلك التى تعمل على استقطاب وتجنيد المرأة والأطفال"، داعية العالم العربي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذا التنظيم المتطرف وعدم التساهل فيما يتعلق بأعضائه وقياداته والموالين له.
وأوضحت أن الجماعة لديها القدرة على سرعة التكيف مع الأحداث لجذب الدعم والتأييد، وتتضح ازدواجيتها من خلال أنها تدعي أنها نبذت العنف علنا منذ عقود وتنتهج رؤية باستخدام الوسائل السلمية، في حين أنها في الحقيقة تدعو سرًا إلى العنف والحض على التطرف، فضلا عن تقديم الدعم المادى والبشرى لتنظيمي داعش والقاعدة.
وأشارت إلى أن العديد من جماعات وأحزاب تيار الإسلام السياسي في الوطن العربي لا تستخدم اسم الإخوان بشكل صريح أو تعلن ارتباطها بها، بالرغم من أن جذورها تعود إلى الجماعة بشكل وثيق.
وذكرت أن أنشطة الإخوان أصبحت واضحة للأجهزة الاستخبارية، مشيرة إلى الجماعة تستهدف المؤسسات الحكومية في الوطن العربي كالمؤسسات التعليمية والنقابات المهنية وغيرها من المؤسسات التي يمكن أن تنشر القدرة على حشد المظاهرات، كما تمارس المنصات الإعلامية التابعة لها تزييف وفبركة الأخبار ونشر معلومات مضللة لهدم مؤسسات الدول فى الوطن العربي ونشر الفوضى.
ونوهت إلى أن الإخوان تستغل أيضا القضية الفلسطينية كمدخل لكسب التعاطف، وتستثمرها كمدخل للتجييش، من خلال مبرر أن تحرير القدس يبدأ بهدم كل الأنظمة العربية وتحويلها لولايات تنظيمية.
خطة الجماعة وخلاياها السرية لإعادة الهيكلة
وتابعت أنه وفقا لما كشفه قيادي سابق في الإخوان، فإن التنظيم الدولي للجماعة اتبع خطة سرية بهدف إعادة هيكلتها وتنظيم صفوفها داخلياً وخارجياً خلال عام 2020 وتسمى الخطة "مرتبة تحرير الأوطان" وتحمل عداءً قاعديا من الجماعة للقيادات السياسية في الوطن العربي، وتعتمد الخطة على 3 مرتكزات: ما يسمي بـ"الجهاد المالي"، و"الإعداد البدني"، عبر إعداد ما يعرف بالقواعد أو ما يسمونه داخل التنظيم بالصف، من خلال التاهيل البدني وممارسة الرياضة، إلى جانب الاعتماد على خلايا المرأة والأسرة والأطفال فى الاستقطاب والتجنيد.
وبحسب الدراسة، تتألف كل منظمة من المنظمات التابعة لـ"الإخوان" من مجلس شورى ويتكون كل مجلس من 12 شخصا يتناوبون على رئاسته، وينقسم الأعضاء بدورهم إلى وحدات صغيرة تتألف من5 أفراد؛ ليشكلوا بذلك أسرة أو عائلة، وتقوم الأسرة بدورها بتنظيم اجتماعات أسبوعية تتخللها مناقشة الأمور الأيديولوجية.
أما بشان خلايا المرأة، أوضحت الدراسة أن تجنيد الفتيات واختيار من يصلح من بينهن للتنظيم كان يتم حتى عام 2009 وتم تغيير اللائحة وتضمنت 5 بنود رئيسية أهمها التركيز على نشر أفكار الإخوان في محيط النساء بشكل عام، والعمل على صياغة الشخصية النسائية وفق منهج الجماعة، والعمل على الارتقاء التربوي والدعوي بالأخوات، والمساهمة في استقطاب النساء وتكوين الرموز والداعيات لقيادة العمل النسائي، كما تشكلت لجان عمل "القسم"، والتي تتكون من 5 لجان هي التربية، والبيوت، وطالبات الإعدادي والثانوي، ونشر الدعوة، والزهروات.
أما فيما يتعلق بخلايا الأطفال والشباب، نقلت الدراسة عن "إريك تريجر"، الباحث الأمريكي في شئون الجماعات الإسلامية لدى معهد واشنطن، قوله إن جماعة الإخوان تستهدف الأطفال لتجنيدهم، ابتداءً من سن التاسعة لتلقينهم فكرياً وأيديولوجياً، وفي الجامعات يستكشف أعضاء الإخوان المحليون الأعضاء الجُدد في كل جامعة مصرية تقريباً، ويبدأ هؤلاء المتعهدون بتجنيد الأعضاء بالتقرب إلى الطلاب الذين يُظهرون أمارات قوية على التقوى، ويقوم بعض أعضاء الإخوان بمقابلة ومصادقة الطلاب الجُدد وإشراكهم في أنشطة عادية غير سياسية.
واختتمت الدراسة بالقول "ينبغى لدول الوطن العربي توحيد الصف لمواجهة تهديدات وخطورة جماعة الاخوان وأيديولوجيتها وميولها المتطرفة. واتخاذ إجراءات حاسمة ضدها عدم التساهل فيما يتعلق بأعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين والموالين لها".