صبحي شحاتة في ضيافة صالون سحر الرواية لمناقشة «أبو الضعف»
يحل الكاتب الروائي صبحي شحاتة، في الحادية عشر والنصف، من صباح السبت المقبل، في ضيافة صالون "سحر الرواية"، بنادي التجديف المصري، وأمسية جديدة من أمسيات الصالون، لمناقشة رواية "أبو الضعف"، والصادرة عن دار الدار للنشر والتوزيع، يدير اللقاء والنقاش، الروائي الكبير فتحي إمبابي، والكاتب شريف العصفوري.
وعن الرواية يقول الكاتب صبحي شحاتة: تحدثنا الرواية عن الضعف، تبحث فيه وتحاول استكناه أغواره وأسبابه ومراميه. ومعروف أن اتجاه ما بعد الحداثة الأدبي لا يعترف بدور الأدب كمرآة لشيء خارجه أي أن يكون صورة لأصل سابق عليه يمتح منه ويحاكيه، وإنما تؤسس ما بعد الحداثة لمفهوم جديد للأدب حيث يتأسس العمل الأدبي علي نفسه عارضا مفاهيمه الخاصة وعالمه الخاص ومقدما مبرراتهما من نفسه بحيث يكون كيانا مستقلا ضمن كيانات الواقع المتعددة.
وتابع "شحاتة" في تصريح لـ"الدستور": تفتح "أبو الضعف" عالما جديدا وأفقا مختلفا للنظر إلي قيمة الضعف ما يجعلها تمس إن لم تشر إلى حالة مجتمعنا الآن حيث يعاني الضعف إن لم نقل الانهيار والتحطم وليس مجتمعنا فحسب وإنما عالمنا العربي معظمه إن لم يكن كله، حيث صار الضعف وإنسانه المتخلف الرجعي المريض الجاهل هو السائد والمتسيد في هذا الليل الذي لا يريد أن ينجلي عن صبح رائق صبوح مجيد.
وأوضح أن "أبو الضعف" هي عالم متخيل جديد يعرض لجماعة من الناس ليسوا مصريين ولا عربا فحسب، وإنما من جميع أنحاء العالم يقومون برحلة سنوية لزيارة أبيهم أبو الضعف تلك الرحلة الخطرة الضارية التي تعرضها الرواية بالتفصيل تتجه من فوق الأرض إلى ما هو تحتها من كهوف وأغوار ومجاهل صعبة قبيحة مهلكة، حتى يصلوا إلى أبيهم ليس لإنهاء ضعفهم وإنما لزيادته والوصول إلى منتهاه المهين الكامل.. إن إرادة الضعف تعرضها الرواية لا لتسخر منها فحسب وإنما لترينا الفجيعة التي ألمت بإنساننا الآن الذي يترك الآن والمستقبل ويغور إلي ماض سحيق لا يروم منه ليس الحياة والقوة وإنما الضعف الأصلي الخام النهائي الأقسى من الموت ذاته.
وأضاف: تروى الرواية رواة متعددين هم أفراد قطيع الضعفاء يحدثون فيها أنفسهم ليتسلوا طيلة الطريق الخطرة وأيضا يناجون أبيهم البعيد حتى يصلون إليه لذا تتراوح أساليب الراوية بين الأسلوب التحليلي والوصفي والسردي والشعري والفردي والجماعي تكتظ الرواية بالقصص القصيرة والمسرح والغناء والسرد الجواني الحلمي المرهف.. رواية الضعف ربما تشبه لوحة الصرخة أو الجورنيكا لبيكاسو تتأمل الفجيعة بروح الفن اللاعبة المرحة الرشيقة القوية ولذلك هي فيما تعرض الضعف تسيطر عليه بقوتها الحدسية والخيالية فنري ضعفا مسيطرا عليه بفضل قوة الفن اللاعبة والضاحكة من سخف الإنسان لا لتهينه وإنما لتعيده إلي صوابه وقوته.. بجملة: تحييه من موته الإرادي المهين الذي يمثله الضعف.