دراسة أوروبية: الإخوان اكثر تنظيمات الإسلام السياسي خطورة في أوروبا
قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن الحكومات الأوروبية أدركت، ولو بشكل متأخر، مدى خطورة فكر الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي، في نمو ظاهرة التطرف داخل مقراتها المغلقة وحلقاتها الضيقة، ومدى علاقتها بالتنظيمات الإرهابية خارج أوروبا، بعد أنك كانت تمنح الجماعة والتنظيمات والجمعيات المتعلقة بها والتي كانت تعمل تحت إطار أجسام معارضة سياسية حريات عامة على مدار العقود الماضية.
وأضاف المركز أن جماعة الإخوان هي أكثر تنظيمات الإسلام السياسي خطورة في أوروبا، مشيرا إلى تحذيرات عدة تقارير أمنية واستخبارتية في القارة العجوز من خطورة هذه الجماعة على أمن القارة، مؤكدا إنها اعتادت على ممارسة العنف والإرهاب من أجل الوصول للسلطة في العالم العربي، وتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية في الخارج.
ولفت المركز في دراسة جديدة نشرها على موقعه الإلكتروني اليوم الأحد، إلى أن أوروبا تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في حوادث الطعن الإرهابية دامية التي راح ضحيتها الكثيرون فيما أُصيب آخرين، مضيفا إن جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان تقف وراء معظم تلك الحوادث.
وتابع أن تنظيم "الإخوان" الإرهابي ابتكر تطبيقا يُحرض على التطرف، احتل مراتب متقدمة في قائمة أكثر 100 تطبيق تم تحميله عبر متجريهما خلال فترة الإغلاق التي تسبب بها وباء كورونا المستجد، بعد أن فشلت المنصات في الاستجابة لتحذيرات حكومية من إمكانية أن يكون التطبيق “بوابة للتطرف”، مشيرا إلى أنه على الرغم من دعوات السياسيين في جميع أنحاء أوروبا لإزالته من متاجر "آبل" و"جوجل"، فإنه لا يزال متوفراً في العديد من البلدان الاوروبية.
تحذيرات استخباراتية أوروبية من الإخوان
وذكرت الدراسة أن هناك عدة تقارير أمنية واستخبارتية حذرت في وقت سابق من خطورة انتشار التنظيمات الارهابية مثل الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي داخل اوروبا وعلاقة ذلك بزيادة وتيرة العنف والارهاب والتطرف تمثلت ابرزها في تصريحات أجهزة الاستخبارات والسياسيين في ألمانيا من جماعة الإخوان باعتباره تنظيم متطرف، ويمارس العنف والإرهاب من أجل الوصول للسلطة في البلاد العربية، كما أنه يتبنى خطاباً متطرفاً في الداخل الأوروبي ويُقدم دعماً للتنظيمات الإرهابية في الخارج.
ونوهت إلى أن رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (BND) حذر أنه على الرغم من عدم وقوع هجمات إرهابية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة مثل الهجمات الدامية التي هزت البلدان الغربية قبل عقدين، إلاّ أنّ “إرهاب الإسلام السياسي” قد تطور وكلف حياة الكثير من البشر، كما ازداد عدد الإرهابيين والخطر الذي يشكلونه.
كما حذرت رئيسة مركز أبحاث الإسلام العالمي في فرانكفورت الألمانية وعضو المجلس الاستشاري العلمي للمركز النمساوي لتوثيق الإسلام السياسي، "سوزان شروتر" من خطر تنامي جماعة الإخوان داخل المجتمعات الأوروبية، والتي تمثل أخطر تنظيم للإسلام السياسي في الغرب.
وأشارت الدراسة إلى أن رئيس وكالة مراقبة الحدود الأوروبية فرونتكس، "فابريس ليجري" حذر أيضا من خطورة جماعات الإسلام السياسي على أوروبا، ودعا أن تحمي نفسها من استقبال أشخاص على صلة بحركات إرهابية.
إجراءات جديدة لمكافحة التطرف في أوروبا
وأوضحت الدراسة أن نتيجة لتلك التحذيرات من خطورة جماعات الإسلام السياسي على أمن اوروبا، قررت المفوضية الأوروبية تقديم عرض جدول أعمالها الجديد لمكافحة هذا الأخير المخطط له كجزء من استراتيجية الاتحاد الأوروبي، للاتحاد الأمني للفترة 2020-2025. يُركز هذا البرنامج، الذي عُرض في 2020، على توقع ومنع وحماية والاستجابة للتهديد الإرهابي. وتعزيز ولاية اليوروبول، وتعزيز التعاون بين قوات الأمن، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب.
ووفقا للدراسة، ينبغي اقتراح قانون التعاون مع الشرطة في الاتحاد الأوروبي في الربع الأخير من سنة 2021. وهذا انطلاقاً من مجموعة من الاليات والتي تسعى من خلالها المفوضية الاوروبية مكافحة الارهاب والتطرف ابرزها: خلق هيئة رقابية جديدة لمراقبة عمليات غسل الأموال تتولى مسؤولية مراقبة عمليات غسل الأموال في المؤسسات المالية الاوروبية، وإطلاق سجل مشترك لمكافحة الإرهاب لتسهيل عملية مقاضاة وإدانة المتشددين المشتبه بهم والأفراد العائدين من القتال مع تنظيم داعش في العراق وسوريا، إلى جانب تعزيز التعاون الأمني بين الاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحماية أراضي الاتحاد من الهجمات الإرهابية والذي يُعتبر خطوة استباقية لمحاربة التطرف والإرهاب.