للفقهاء آراء.. هل الكفاءة مطلوبة فى الزواج؟
من الأسئلة التي تتكرر بشكل كبير داخل جروبات الفتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يثار عليها جدل بين الحين والآخر هى الكفاءة في الزواج، فيرى بعض رواد التواصل الاجتماعي أنها مطلوبة ولابد أن يكون الطرفان المقبلان على الزواج مناسبين لبعضهما البعض ولديهم كفاءة في التعليم والمستوى الاجتماعي وخلافه، بينما يرى البعض أن الكفاءة ليست معيارًا لنجاح الزواج من عدمه، فهناك بعض الأفراد بينهم فروق في المستوى وحياتهم مستقرة وطباعهم متوافقة.
ولحسم هذا الجدل الدائر على الكفاءة ووجوب اعتبارها في الزواج من عدمه من الناحية الشرعية، في ردها على فتوى مشابهة نحو الكفاءة، قالت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، إن الكفاءة في الزواج معتبرة شرعًا، وهى: المساواة والمماثلة بين الزوج وزوجته، وللفقهاء في نوع الكفاءة آراء، فالإمام مالك حصرها في الدين والخلق والاستقامة، ولم يشترط النسب والحسب والمال، فيجوز لولى المرأة أن يزوجها برجل أقل منها حسبًا ونسبًا ومالًا، ما دام على خلق ودين واستقامة، وليس لأحد الاعتراض على ذلك.
واستدلت اللجنة بما جاء في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، وقوله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء)، سورة {التوبة/71}.
وأما من السنة النبوية، فقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) ( سنن ابن ماجة 2043) وقد زوج النبي سلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة من زينب بنت جحش القرشية وهى بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيد عبد، وتزوج سيدنا بلال من أخت عبد الرحمن بن عوف، وقال أبو حنيفة الكفاءة في النسب والدين، وقال الإمام أحمد في مسنده: الكفاءة في الدين والنسب والحرية والصناعة.
وأوضحت لجنة الفتوى، أن من هذه الآراء يتبين لنا أن الكفاءة معتبرة في الدين عند الفقهاء جميعًا بلا خلاف ولكن اختلافهم في الكفاءة في النواحي الأخرى التي تم بيانها كما وضحنا.