تجارب حيّة.. كيف تمر الموجة الرابعة من كورونا على الحوامل؟

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في العام 2019 والجميع يخشى العدوى بالتأكيد، بيد أن الخوف يصبح مضاعف لدى النساء الحوامل، فأي إصابة تنال من الأم تصل إلى الجنين، وقد يعوق الأجنة خضوع الحامل إلى بروتوكول العلاج العادي.

وتضطر كثير من الحوامل إلى إجهاض الجنين، حتى يتسنى لهن تناول العلاج الخاص بالفيروس، وأخريات يجازفن ويستمرن في الحمل مع العلاج إلا أن ذلك الأمر حذرت منه دراسات عديدة بأنه قد ينتج تشوه للأجنة لعدم وجود دراسات كافية عليه.

وتعد تلك الفترة التي تمر مصر فيها بالموجة الرابعة من فيروس كورونا ومتحور دلتا شديدة الخطورة على الحوامل، وهو ما حذر منه خالد زارع، عضو مجلس نقابة الأطباء إذ شدد على خطورة كورونا على الحوامل، بعد وفاة جنين لسيدة حامل مصابة بكورونا، مشيرًا إلى أن الأمر ليس ملاحظًا ولكن يجب أن يتم الحذر منه لعدم تضخمه، وأن هناك حالات للأجنة يموتون داخل رحم الأمهات المصابات بكورونا، وهو أمر كان موجود منذ بداية انتشار الفيروس وفي عرض مستمر حتى الآن.

وبالفعل هناك نساء أجبرن على إجهاض الأجنة بعد إصابتهن بفيروس كوورنا، بسبب خطورة تناول بروتوكول العلاج الخاص بفيروس أثناء الحمل، وعدم استجابتهم للعلاج في ظل وجود الأجنة، "الدستور" استمعت على قصصهن في التقرير التالي.

سناء الباجوري، إحدى السيدات اللاتي لديهن تجربة مع الحمل والإصابة بفيروس كورونا، والتي ظلت مصابة لأكثر من ١٥ يومًا بسبب ترددها عبر عيادة طبيب النسا والتوليد الذي كانت تتابع معه طوال شهور الحمل الخاصة بها حتى وقت الإصابة بالفيروس.

تقول: "الأعراض بدأت بكحة وضيق تنفس ودوخة في الأول افتكرت أنها مجرد أعراض الحمل خصوصًا إني كنت في الشهور الأولى وهي الشهور اللي بتزيد فيها عوارض الحمل، لكن لما كشفت وعملت أشعة وتحاليل الدكتور قال دي كورونا ولازم أخد بروتوكول العلاج بإشراف طبيب النسا".

تضيف: "الحوامل مينفعش ليهم أي أدوية لأنها بتأثر على الأجنة ومفيش بروتوكول علاج كورونا للحوامل مخصوص، ودي كانت الأزمة أن الدكتور اضطر يأخد من بروتوكول العلاج العادي بعض الأدوية المناسبة لحالة الحمل".

توضح: "لحد ما الأعراض زادت أكتر لأن مفيش علاج مظبوط، وفي نص الشهر التالت بدأت مياه الجنين تنزل وللأسف فقدت الجنين وبدأت بعدها بروتوكول العلاج الطبيعي وخفيت بعد ٥ أيام بشكل تدريجي".

وتشير دراسة نشرت في منتصف العام الحالي في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية لطب الأطفال، إلى أن النساء الحوامل المصابات بفيروس كورونا لديهن مخاطر أعلى للوفاة والإقامة في العناية الفائقة والولادة المبكرة ومضاعفات أخرى.

وشمل البحث نساء من 18 دولة، بما فيها الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى والجنوبية وأوروبا وآسيا وإفريقيا وطبقت على كوالي 700 امرأة حامل مصابة بفيروس كورونا، وحذرت من الاستمرار في الحمل بعد الإصابة بكورونا في حالات معينة.

نسرين خالد، تجربة أخرى، والتي اضطرت فيها الفتاة العشرينية إلى إجهاض الجنين رغمًا عنها، بسبب إصابتها بفيروس كورونا في الشهر الرابع وهو الأمر الذي سبب خطورة على حياتها ولكن لم يجد الأطباء حلًا سوى إجهاض الجنين.

تقول: "لما جاتلي كورونا مكنتش بتحسن خالص بسبب أن الأدوية اللي بأخدها قليلة جدًا مش زي بروتوكول العلاج العادي كنت بحس بانقباضات في الصدر ونغزات وفيه حرقان طالع من جوه صدري، وانقباض في منتصف الصدر لو زعقت أو اتكلمت بسرعة".

توضح: "وكان فيه إحساس بتعب في عضلات الجسم وألم بالرأس والتهاب في جانب اللسان، وبعد ما عملت الأشعة المقطعية فقدت الشم، وكان لازم أحد مضاد حيوي نوعين اكزرين وتامفك ٥٠٠ مل ومينفعش أخد المضادات دي مع الحمل".

تختتم: "عشان كدة الدكتور كان لازم يضحي بالجنين عشان أخضع لبروتوكول العلاج العادي وبالفعل تم إجهاضه قبل ما أخد المضادات الحيوية، وبدأت رحلة علاج كورونا كأي شخص عادي وخفيت بعد ٧ أيام".