الكنيسة المارونية في احتفالات اليوم: دون المعموديّة لا أحد يصل إلى الله
تحتفل الكنيسة المارونية بمصر، برئاسة المطران الأنبا جورج شيحان رئيس أساقفة إبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والرئيس الأعلى للمؤسسات المارونية في مصر، اليوم، بحلول السبت من الأسبوع الخامس بعد عيد الصليب.
وتكتفي الكنيسة المارونية، خلال احتفالات اليوم بالقداس الإلهي، الذي يُقرأ خلاله عدة قراءات كنسية مثل رسالة القدّيس بولس إلى أهل قورنتس، إنجيل القدّيس متى.
بينما تُقتبس العظة الاحتفالية من العظة رقم 90 للقدّيس أوغسطينُس الذي عاش في الفترة (354 - 430)، وهو أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة).
وتقول العظة التي تحمل شعار "ثوب العرس": عن أيّ ثوب عرس يتحدّث الإنجيل؟ بالتأكيد عن اللباس الذي لا يمتلكه سوى الأخيار المدعوّين إلى حضور الوليمة... هل هو ثوب الأسرار المقدّسة؟ أم ثوب المعموديّة؟ لأنّه من دون المعموديّة، لا أحد يصل إلى الله. ينال البعض المعموديّة، ولكنّهم لا يَصِلون إلى الله... لعلّ هذا اللباس هو المذبح أو ما نتناوله عند المذبح؟ لكنّ بعض مَن يتناولون جسد الربّ، إنّما يأكلون ويشربون الحكم على أنفسهم. فما هو إذًا؟ الصيام؟ أوَليس الأشرار يصومون أيضًا. أم الذهاب إلى الكنيسة؟ الأشرار يذهبون أيضًا إلى الكنيسة مثل غيرهم...؟.
وتضيف: "إذًا، ما عسى أن يكون لباس العرس المشار إليه؟ قال بولس الرسول: "وما غايَةُ هذِه الوَصيَّةِ إِلاَّ المَحبَّةُ الصَّادِرةُ عن قَلْبٍ طاهِرٍ وضَميرٍ سليمٍ وإيمانٍ لا رِياءَ فيه". هذا هو ثوب العرس. نحن بكلامنا هذا لا نقصد أيّ حبّ، لأنّنا كثيرًا ما نرى من الناس غير الشرفاء الذين يحبّون الآخرين... ولكنّنا لا نرى فيهم تلك "المَحبَّةُ الصَّادِرةُ عن قَلْبٍ طاهِرٍ وضَميرٍ سليمٍ وإيمانٍ لا رِياءَ فيه". وبالتالي فإنّ هذا الحبّ هو ثوب العرس.
وتختتم: "قال القدّيس بولس أيضًا: "لو تَكَلَّمتُ بلُغاتِ النَّاسِ والمَلائِكة، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما أَنا إِلاَّ نُحاسٌ يَطِنُّ أَو صَنْجٌ يَرِنّ. ولَو كانَت لي مَوهِبةُ النُّبُوءَة وكُنتُ عالِمًا بِجَميعِ الأَسرارِ وبالمَعرِفَةِ كُلِّها، ولَو كانَ لِيَ الإِيمانُ الكامِلُ فأَنقُلَ الجِبال، ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما أَنا بِشَيء". ولكأني به يقول: لو كان لديّ كلّ ذلك من دون الرّب يسوع، "فما أَنا بِشَيء". كم من المقتنيات تصبح عديمة الفائدة إذا ما فُقِد مقتنى واحد!... "ولَو فَرَّقتُ جَميعَ أَموالي لإِطعامِ المَساكين، ولَو أَسلَمتُ جَسَدي لِيُحرَق" اعترافًا منّي با الرّب يسوع "ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة"، ما يجديني ذلك نفعًا لأنّي أكون قد فعلته حبًّا بالمباهاة. فإذا خلوتُ من المحبّة، فلا جدوى من ذلك. إن المحبّة إذًا هي ثوب العرس!!! افحصوا أنفسكم جيّدًا: فإن كنتم تملكونه، اقتربوا عندئذ بثقة من وليمة الربّ.