رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الانتخابات الرئاسية...

أوزبكستان على أعتاب مرحلة جديدة من التطور والانفتاح

أوزبكستان
أوزبكستان

تدخل أوزبكستان مرحلة جديدة من التطور والانفتاح بعد الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها خمسة مرشحين يمثلون الأحزاب السياسية في البلاد، والتي تتزامن مع احتفالات البلاد بذكرى مرور 30 عامًا على الاستقلال.

وتعد أوزبكستان سوقًا جاذبة للاستثمارات الأجنبية في ضوء امتلاكها احتياطات كبيرة من الموارد الطبيعية، حيث تحتل المرتبة الخامسة في قائمة الدول المنتجة لليورانيوم، ومن ضمن الدول العشر الأولى من حيث إنتاج الذهب.، بينما تقدر احتياطيات الغاز الطبيعي في البلاد بنحو 1.86 تريليون متر مكعب، فضلاً عن احتياطات ضخمة من الفحم والنحاس وغيرها من المعادن.

وتفتح أوزبكستان أبوابها على مصراعيها نحو الانفتاح مع دول العالم، وتسعى للتعاون مع الشركاء الدوليين مع الحفاظ على نهج سياسة خارجية متوازنة، حيث تحتفظ بحق إبرام التحالفات والدخول في الكومنولث والتشكيلات الأخرى المشتركة بين الدول والانسحاب منها، وتتبنى سياسة سلمية ولا تشارك في التكتلات العسكرية السياسية وتتخذ الإجراءات السياسية والاقتصادية وما يلزم لمنع تطورها في النزاعات المسلحة ولا تسمح بنشر قواعد عسكرية على أراضيها ولا تشارك في عملية حفظ السلام بالخارج.

وتتخذ أوزبكستان خطوات حثيثة نحو دعم علاقات التعاون من خلال توطيد علاقاتها مع جيرانها دول آسيا الوسطى؛ مما انعكس إيجابًا بصورة شاملة على المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني في المنطقة، كما حصلت على صفة مراقب في الاتحاد الأوراسي الاقتصادي في 11 ديسمبر عام 2020، وشارك الرئيس شوكت ميرضيائييف، في ديسمبر 2020، في جلسة افتراضية للمجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى بمشاركة رؤساء الدول الأعضاء في التجمع.

كما تسعى طشقند، إلى تعزيز تعاونها مع الاتحاد الأوروبي الذي خصص لها 168 مليون يورو لدعم التنمية المستدامة خلال الفترة من عام 2014 إلى عام 2020، وتحظى بدعمها لحصولها على عضوية منظمة التجارة العالمية، وقد توصلت إلى اتفاق معها حول النظام الخاص بالأفضليات من أجل التنمية المستدامة والحكم الرشيد.

ويتوقع محللون، أن الرئيس "ميرضيائييف"، الأوفر الأكثر حظًا للفوز في الانتخابات المقبلة في ضوء خبرته الكبيرة، حيث شغل منصب رئيس الوزراء خلال فترة حكم الرئيس الراحل إسلام كريموف، من عام 2003 إلى عام 2016، مكنته من تحديد ووضع حلول للمشاكل التي تواجه أوزبكستان؛ وقاد البلاد بعد تولي سدة الحكم في عام 2016، نحو الانفتاح في أعقاب الإعلان عن برامج إصلاحية حظيت بدعم المجتمع الدولي.

وحصلت أوزبكستان على إشادة من بعض الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة، حيث رحب مؤخرًا وزير خارجيتها أنتوني بلينكين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوزبكي عبد العزيز كاملوف، بالتقدم الذي أحرزته أوزبكستان في جدول أعمالها الإصلاحي، بما في ذلك مكافحة الإتجار بالبشر وحماية الحرية الدينية وإعطاء مساحة للمجتمع المدني.

ودعمت الإصلاحات السياسية الرامية إلى تعزيز ضمان حقوق الإنسان والحريات وحرية وسائل الإعلام من وضع أوزبكستان في الأسرة الدولية، حيث نجحت مؤخرًا في حصولها على عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2023، حيث صوتت 169 دولة لصالح انضمامها.

ويولي "ميرضيائييف"، اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الأمن واستقرار وحماية حدود بلاده، حيث نفذت القوات الروسية والأوزبكية مناورة عسكرية خلال الفترة من 30 يوليو إلى 10 أغسطس الماضيين، في منطقة "ترميز" بالقرب من الحدود مع أفغانستان في ضوء التطورات الأخيرة بها.

وفي سياقٍ متصل، حقق "ميرضيائييف"، إنجازات كثيرة على الساحة الداخلية في السنوات الماضية من أبرزها ارتفاع النمو الاقتصادي بنسبة 24 %، وقطاع الصناعة بنسبة 34 %، ورفع المستوى المعيشي للمواطنين، فيما زادت الصادرات بمقدار واحد ونصف مرة والاستثمارات ثلاث مرات.

كما أشرف الرئيس الأوزبكي، - خلال فترة رئاسته الأولى- على تعويم سوم (العملة المحلية للبلاد)، وإلغاء العمالة بالسخرة، ونجحت البلاد في عام 2020، في الحفاظ على معدلات النمو الإيجابية بعد تفشي جائحة كورونا، وذلك نتيجة لتنفيذ التدابير لمواجهة الأزمة الاقتصادية، بما في ذلك إنشاء صندوق مكافحة الأزمات، ودعم الفئات محدودة الدخل من السكان والشركات.

عاجل