«معلومات الوزراء»: قطاع الصحة الرقمية يشهد نموًا كبيرًا وتطورًا ملموسًا
من الواضح أن تفشي جائحة "كوفيد –19" أسهم في تسريع الابتكار الرقمي بوتيرة غير مسبوقة، وذلك بهدف تحسين مستوى الرعاية الصحية، حيث تعتمد الصحة الرقمية على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة المتنقلة، والأجهزة القابلة للارتداء، وذلك لتحسين كفاءة وجودة الرعاية الصحية، وعليه، أصبح قطاع الصحة الرقمية سريع النمو والتطور.
ونظراً لأهمية هذا القطاع وتعاظم دوره لاسيما في ظل جائحة كورونا، أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، نشرته الأسبوعية تحت عنوان "الصحة الرقمية: اتجاه متزايد ومستقبل واعد".
وسلطت النشرة الضوء على العديد من الموضوعات ذات الصلة بقطاع الصحة الرقمية، منها ماهية الصحة الرقمية، وتأثير "كوفيد-19" على الصحة الرقمية، والاستثمارات في قطاع الصحة الرقمية، والصحة الرقمية في مصر، ومستقبل الصحة الرقمية، وأخيرًا مؤتمرات وفعاليات قادمة.
وأشارت النشرة إلى أن تفشي جائحة "كوفيد-19" منح دول العالم حافزًا كبيرًا لتسريع تبني تقنيات الصحة الرقمية، حيث تم بالفعل توسيع نطاق التطبيب عن بُعد لتقديم الرعاية الصحية، حيث تُعدُّ إستونيا أكثر الدول ريادة في مجال الصحة الرقمية؛ حيث يقدم نظامها "الوصفات الطبية الإلكترونية" و"سجلات المرضى الإلكترونية"، وتليها كندا، ثم الدنمارك.
وأوضحت النشرة، أن استثمارات الصحة الرقمية قد وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات، حيث بلغ تمويل رأس المال الاستثماري العالمي لشركات الصحة الرقمية 15 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2021، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2010، مدفوعة بجزء كبير منه بالاستثمار في الخدمات الصحية عن بُعد.
وعليه، فقد ارتفعت أنشطة التمويل في الصحة الرقمية بنسبة 138% خلال النصف الأول من عام 2021، مقارنة بـ 6.3 مليارات دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2020، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن شركة "ميركوم كابيتال جروب" (Mercom Capital Group)، وهي شركة اتصالات وأبحاث عالمية، وبالتالي بلغ إجمالي التمويل الموجه لشركات الصحة الرقمية، بما في ذلك رأس المال الاستثماري وتمويل السوق العام والديون، 19 مليار دولار أمريكي حتى الآن.
وبشأن الصحة الرقمية في مصر، أكدت النشرة أن مصر تُعد منافسًا كبيرًا في موجة التحول الرقمي التي شهدها العالم بعد تفشي جائحة "كوفيد-19"؛ حيث تقوم بتطوير التقنيات الرقمية الأكثر ابتكارًا بدءًا من التطبيب عن بُعد، والتشخيص والتأمين الصحي، فضلًا عن التوسع السريع في الصحة الإلكترونية في البلاد.
وأضافت النشرة أن مصر تسعى إلى القيام باستثمارات رئيسة في مجال الصحة الرقمية، لتقليل التكاليف وتوفير رعاية صحية فعالة لمواطنيها، خاصة في ظل تداعيات جائحة "كوفيد-19"، والتي أدت إلى تسريع التحول الرقمي في البلاد مع تزايد استخدام أنظمة المتابعة عن بُعد، ومنصات الخدمات الصحية عن بُعد، والتطبيقات والأجهزة التي تدعم الذكاء الاصطناعي (AI).
وتَهدف مصر أن تبلغ حصة الذكاء الاصطناعي من ناتجها المحلي الإجمالي ما يصل إلى 7.7% بحلول عام 2030، وفقًا لتقرير "بـرايس ووترهاوس كوبرز"، بعنوان "التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط"، وفي هذا الإطار طورت مصر استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، لدمج التكنولوجيا في قطاعات مختلفة بما يشمل الرعاية الصحية.
وأوضحت النشرة أنه تزامناً مع إعلان الدولة عن العديد من خطط الرعاية الصحية الشاملة، لتغطي جميع المواطنين خلال العقد المقبل، فقد تم إطلاق العديد من تطبيقات الرعاية الصحية الرقمية في مصر بهدف تحسين جودة ومستوى الخدمة الطبية المقدمة، كما ظهرت شركات الصحة الرقمية الناشئة في مصر والتي تستعد لتلبية الطلب المتزايد في هذا الصدد، لاسيما مع إقبال البلاد على الاستثمار في نظامها الطبي.
وسلط التقرير الضوء كذلك على جهود الحكومة المصرية لتبني "التشخيص عن بُعد"، موضحاً أن الصندوق المصري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أطلق مبادرة "التشخيص عن بُعد"، بهدف تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية للمواطنين، باستخدام الحلول التكنولوجية، وزيادة فرص الحصول على الخدمات الصحية في المناطق النائية والحدودية، وذلك تحقيقًا لاستراتيجية "وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" في دعم جهود التنمية المستدامة بمشاركة جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، والمؤسسات الحكومية، وفقًا لرؤية مصر 2030، فيما يتعلق بمحور الصحة؛ حيث وضعت الرعاية الصحية كأولوية وطنية.