«فرانس برس»: الجيش الإثيوبى يُخاطر بأرواح المدنيين فى «تيجراى»
شنّت الحكومة الإثيوبية ضربات جوية جديدة على عاصمة تيجراي بأقصى شمال البلاد، أسفرت عن إصابة العديد من المدنيين من بينهم امرأة حامل، يومي الأربعاء والخميس، في تصعيد حاد للصراع الوحشي المستمر منذ عام بين قوات الجيش والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس".
وزعم المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية ليجيسي تولو، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أن الضربة الأخيرة استهدفت "المنشآت التي حولتها جبهة تحرير تيجراي إلى مواقع لإعداد وإصلاح الأسلحة" في العاصمة الإقليمية، وتعد الضربة الرابعة خلال أسبوع بعد الغارتين اللتين استهدفتا المنطقة يوم الإثنين الماضي، وأسفرتا عن مقتل ثلاثة أطفال وإصابة عدد من الأشخاص بجروح.
فيما أفاد هايلوم كيبيدي، مدير الأبحاث في مستشفى أيدر في ميكيلي، بأن الهجوم الأخير في ميكيلي أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص على الأقل بينهم امرأة حامل.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، للصحفيين، إن المعلومات الأولية أشارت إلى إصابة بعض المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وقال أحد السكان المحليين، لـ"فرانس برس": "إن الهجمات كانت ثقيلة، والطائرات كانت قريبة جدا"، فيما أفاد شهود عيان بتصاعد سحب كثيفة من الدخان فوق تيجراي.
ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن تلك الهجمات الجديدة في شمال إثيوبيا أثارت قلق المجتمع الدولي، حيث أسفر الصراع المندلع منذ نوفمبر من العام الماضي عن مقتل آلاف الأشخاص وترك الملايين في حاجة إلى مساعدات طارئة.
ونقلت عن وليام دافيسون، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية في إثيوبيا، أن الضربات "تبدو وكأنها جزء من جهود لإضعاف مقاومة تيجراي المسلحة في الوقت الذي تحقق فيه مكاسب عسكرية في منطقة أمهرة المجاورة".
وأضاف دافيسون: "قصف المناطق الحضرية يعزز الانطباع بأن أديس أبابا مستعدة للمخاطرة بأرواح المدنيين في تيجراي كجزء من جهودها العسكرية، وهو أمر يتجلى أيضًا في قيودها المستمرة التي تفرضها على تدفق المساعدات ورفض توفير الكهرباء وخدمات الاتصالات والخدمات المصرفية إلى المنطقة".
وتابع: "وعلى هذا النحو، قد يكون لتلك الغارات الجوية تأثير في تقوية عزم التيجرايين على المقاومة بدلاً من إضعافها".
من جهته، قال جيتاتشو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، إن الغارة الأخيرة على ميكيلي أصابت منطقة سكنية "تسببت في إصابة مدنيين وإلحاق أضرار بالممتلكات".
ووفقا لبيان صادر عن رئيس جبهة تحرير شعب تيجراي، دبرصيون جبر ميكائيل، قتل مدنيون أيضا في الهجوم على ميكيلي، وقصفت القوات الجوية الإثيوبية بالفعل المدينة يومي الاثنين والأربعاء، ما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين.
ولم تكن الضربات الأولى التي تضرب المنطقة الشمالية من إثيوبيا هذا الأسبوع، حيث يمتد الصراع نحو عام كامل، وأدى إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص وسط أزمة إنسانية متصاعدة.