86 عامًا من التجديد.. محطات في حياة المفكر حسن حنفي
غيّب الموت، مساء الخميس، المفكر الكبير الدكتور حسن حنفي (1935 - 2021)، أستاذ الفلسفة بآداب القاهرة، وأهم أبرز منظري تيار اليسار الإسلامي عن عمر ناهز 86 عامًا.
وحنفي مواليد القاهرة 1935، تخرج في قسم الفلسفة بكلية الآداب 1956، ليسافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة ليدرس في جامعة السوربون التى حصل منها على درجة الدكتوراه عن رسالتين تم نشرهما بعد ترجمتهما إلى اللغة العربية عام 2006 "تأويل الظاهريات" و"ظاهريات التأويل".
كانت أهم القضايا التى شغلت بال حسن حنفي، قضية التراث الديني وتجديده، وقضى عمره في تحويل هذه القضية إلى قضية شعبية وسياسية.
مسيرته العلمية
خلال مسيرته العلمية، شغل أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة العديد من الوظائف والمركز العلمية، كان منها رئاسته لقسم الفلسفة بآداب القاهرة، كما عمل كمدرس زائر بعدد من الجامعات في طوكيو والجزائروالمغرب والولايات المتحدة والمانيا، ومستشارًا علميًا بجامعة الأمم المتحدة بطوكيو، وشغل منصب نائب رئيس جمعية الفلسفة العربية، والسكرتير العام لجمعية الفلسفة المصرية.
حظى المفر الراحل بالعديد من الجوائز العلمية؛ تقديرًا لمجهوداته كان منها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 2009، وجائزة النيل فرع العلوم الاجتماعية عام 2015، وكذلك جائزة المفكر الحر من بولندا.
أبرز مؤلفاته
للراحل العديد من المؤلفات من بينها "التراث والتجديد" والذي يوصف بأنه "مانفيستو حسن حنفي" لانه يقدم تفصيل لمشروع الفكري في تجديد التراث الديني، وكتاب "من العقيدة إلى الثورة" وهو كتاب من خمس أجزاء وينقد فيه علم أصول الدين، ويدعو لتبني أفكار جديدة تلائم العصر لان حسب وصفه فأن الحضارة الاسلامية تراثاً ابداعي يتفاعل فيه الانسان مع المتغيرات السياسية والحضارية، وكذلك كتاب "اليمين واليسار في الفكر الديني" وهو كتاب يتناول قصة صراع الطبقات، وأنه صراع موروث منذ بداية التاريخ.
ونعت شخصيات بارزة د. حسن حنفي على رأسهم شيخ الأزهر الذي كتب عبر حساباته الرسمي بـ"فيسبوك" و"تويتر"قائلاً: "رحم الله أ.د حسن حنفي، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، الذي قضى عمره في محراب الفكر والفلسفة، وزخرت المكتبات العربية والعالمية بمؤلفاته وتحقيقاته، وأذكر له مطالبته الغربَ والمستشرقين بإنصاف الشرق والحضارة الشرقية والقيم الإنسانية النبيلة.. رحم الله الفقيد، وتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان"
كما نعاه الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، قائلاً:"الراحل كانت له جهود عظيمة في إثراء الثقافة والفكر والمكتبات، ليس في عالمنا العربي فحسب، بل في العالم الغربي كذلك".