مالي تجدّد اتّهام باريس بالتخلي عنها بقرارها خفض قواتها
جدّد رئيس وزراء مالي شوجل كوكالا مايجا، اتّهام فرنسا بالتخلي عن بلاده واعتبر أن باريس فشلت في احتواء التمرّد، وذلك في مقابلة نشرت الإثنين.
وأشار مايجا إلى أنه من غير المرجّح أن ينظّم المجلس العسكري الحاكم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المقرر في 27 فبراير 2022 على الرغم من تحذيرات المجتمع الدولي.
وكان مايجا قد أثر حفيظة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتّهامه فرنسا من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ"التخلي" عن بلاده "في منتصف الطريق"، على خلفية إعلان فرنسا عزمها على تقليص عديد عناصرها المنتشرين في مالي منذ العام 2013 في إطار قوة برخان.
وفي تصريح لصحيفة "لوموند" الفرنسية قال مايجا "بعد نحو تسعة أعوام، ما الذي نشهده؟ الإرهاب الذي كان محصورا بكيدال تمدد إلى 80 بالمئة من أراضينا"، في إشارة إلى المدينة الواقعة في شمال مالي.
وقرّرت القيادة الفرنسية تركيز جهود قواتها على شرق مالي الذي يعد معقلا لتنظيم داعش الإرهابي في الصحراء الكبرى.
وتدارك مايجا "لكن الجماعة التي تشكّل الخطر الأكبر على الدولة المالية هي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في الشمال".
وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين فصيل جهادي مرتبط بتنظيم القاعدة.
وتابع مايجا "في وقت يضاعف فيه تنظيم القاعدة هجماته، قرر حليفنا الرئيسي، أو من كنا نعتقد أنه كذلك، مغادرة منطقة نفوذه والتوجّه إلى منطقة المثلث الحدودي"، قرب النيجر وبوركينا فاسو.
وتساءل: "أليس هذا تخليا في منتصف الطريق؟"، مضيفا "نحن نبحث عن حلول".
لكن مايجا نفى صحة تقارير وصفها بأنها : "شائعات" تفيد بوجود توجّه لدى حكومة مالي إلى التعاقد مع مئات العناصر في مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية.
وسبق أن حذّرت فرنسا من أن تعاقد باماكو مع مجموعة فاغنر لن يتماشى مع وجودها العسكري ووجود دول أخرى ومنظمات دولية في البلاد.
كذلك حضّت باريس باماكو على تنظيم الانتخابات في موعدها من أجل استعادة البلاد الحكم المدني بعدما شهدت انقلابين في عام واحد.
وقال مايغا إن "إرجاء لبضعة أسابيع أو أشهر ليس نهاية العالم لبلد مأزوم منذ عشر سنوات".