«اتحاد العمال»: ذكرى مولد النبى تدعو لانتهاج سياسته فى إتقان العمل
هنأ مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر برئاسة جبالي المراغي، عماله بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، ودعاهم إلى التحلي بمبادئ وأفكار السيرة النبوية الشريفة.
وقال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال مصر حسن شحاتة، في تصريحات صحفية اليوم الإثنين، إن هذه الذكرى العطرة مناسبة لكي نجدد دعوتنا نحو سياسة النبي محمد عليه السلام بالإتقان في العمل، من أجل إعمار هذه الدنيا بزيادة الإنتاج، والعمل بصدق حتى أخر لحظة في الحياة، إستناداً إلى قول الرسول الكريم، "إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"، والمقصود هنا أن الإنسان ينبغي أن يعمل بإتقان، فالحديث هنا فيه حَثٌّ على الزراعة والغراس، والعمل المتواصل.
وجاء في بيان صحفي، أن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر يوجه اليوم رسائله إلى الملايين من عماله ليذكرهم ،ويُذكر نفسه بمبادئ رسول الله بشأن الإتقان في العمل والذي له فوائد عظيمة ،فبالإضافة إلى الأجر والثواب من الله عزَّ وجلَّ في الآخرة، ينال أيضاً التوفيق والنجاح في الدنيا، واتقانه يدعم نجاح المجتمع الذي يعيش فيه، فيرفع من معدل الإنتاجِ ونوعيته، فيعمُّ الخير والنفعُ جميع المجتمع.
واستشهد البيان ببعض من أحاديث الرسول محمد عليه السلام بشأن العمل والعمال، وتأكيده على إنّ الإنسان مأمورٌ بأداء العمل على أكمل وجهٍ، فإتقان العمل من واجباتهِ التي أوجبتها الشريعة الإسلاميةُ عليهِ، فالعمل أمانةٌ في يدِ العاملِ، وعليهِ صون هذهِ الأمانة التي وُكلت إليه من قبل صاحب العمل، مهما كانت الوظيفةُ التي يشغلُها صغيرةً أم كبيرةً، فالعاملُ مستأمنٌ على عملهِ، وقد وردت أحاديث عظيمة في ذلك منها، قال رسول اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إِنَّ الله يُحِبُ إذا عَمِل أحَدُكُم عَمَلا أنْ يُتْقِنَه"، والمقصودُ بالإتقانُ هنا هو الإخلاصُ في العملِ، أي أنّ اللهَ عز وجلَ لا يقبلُ عملَ امرئ حتى يُخلّصهُ من الرياءِ، فعلى العامل أن يُتقنَ العملَ الذي كلفهُ بهِ صاحبُ العملِ أو الحِرفةِ، بقصدِ نفعِ خَلقِ اللهِ عز وجلَ، وألا يعملَ على مقدارِ الأجرةِ التي تُدفعُ إليهِ، بل بحسبِ ما تقتضيهِ الصنعةُ من إتقانٍ.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مسؤولٌ عن رعيتهِ"، ودلالة هذا الحديث أنّ إتقان العمل واجبٌ على كل موظفٍ مهما كانت وظيفتهُ، فالحاكمُ عليهِ إتقانُ عملهِ، والرجلُ في بيتهِ مسؤولٌ عن بيتهِ ورعايتهِ رعايةً سليمةً، وكذلك الزوجةُ فهي راعيةٌ في مالِ زوجها، وعليها صونُ الأمانةِ التي كُلّفت بحملها، وإتقانُ العملِ الذي وُكِّل إليها من حفظٍ لبيت الزوجيةِ ورعاية لصغارها وتربيتهم، تربيةً سليمةً تُسألُ عنها أمامَ اللهِ عز وجل، وايضا حديثُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:"إن الْعَبْدُ إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ، فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ"، فالقيامَ بالعملِ على أتمِّ وجهٍ عبادة تُضاعِفُ الأجرَ، ولم يُقصد بهذا الحديث العبد فقط بنصحه وإتمام عمله، وإنما هو ينطبقُ على جميعِ الأعمالِ، وعلى كلِ من وُلِّيَ أمراً من أمورِ المسلمين، فالعبرةُ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ.