تعرف على كواليس حرب الأيقونات وأحد آباء المجمع المسكونيّ السابع
أدلى نيافة الحبر الجليل الأنبا نيقولا أنطونيو مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول أحد آباء المجمع المسكونيّ السابع، الذي تجتفل به الكنيسة اليوم.
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إنه تُعيّد الكنيسة لتذكار الآباء المجتمعين في المجمع المسكونيّ السابع، في الأحد الواقع بين ١١ و١٨ من شهر أكتوبر (تشرين الأوّل)، المنعقد في مدينة نيقية عام 787م. رأس المجمع البطريرك طراسيوس، بطريرك القسطنطنيّة، وحضره ممثلون عن البابا أدريانوس وبطاركة كلّ من الاسكندرية وانطاكية وأورشليم. وقد بلغ عدد المشتركين 376 شخصاً، إلى جانب عدد كبير من الرهبان.
وأضاف: "الغرض الأساسيّ من هذا المجمع كان إبداء موقف الكنيسة بشأن موضوع إكرام الأيقونات، استناداً إلى المجامع المسكونية السابقة وتعليم الآباء الموقرين. بعدما حظّر الأمبراطور لاون الثالث الإيصوري عام 726م إكرام الأيقونات الكنسيّة، وشن حرب ضد إكرامها.
وتابع: “استمرت حرب الأيقونات مئة وعشرين عامًا وكانت على مرحلتين (٧٢٦-٧٨٧م و٨١٣-٨٤٢م). خلالها دُمّرت وأحرقت الكثير من الأيقونات في كلا المرحلتين، وسُفكت دماء الكثيرين من الرهبان والمؤمنين الذين دافعوا بشراسة عن لاهوت الأيقونة وارتباطها بسر تجسّد المسيح، أيّ رفض أن يكون الله أصبح إنسانًا، وبالتالي ضرب مشروع الخلاص”.
وأردف: "ومما جاء في تحديد المجمع لموقف الكنيسة من الأيقونات ما يلي: "... إننا نحافظ على كلّ تقاليد الكنيسة حتّى يومنا هذا بلا تغيير أو تبديل ومن هذه التقاليد الصور الممثلة للأشخاص... وهو تقليد مفيد من عدّة وجوه، ولاسيما إذ يظهر أنّ تجسّد الكلمة إلهنا هو حقيقة وليس خيالاً أو تصوّراً، لأن الصور عدا ما فيها من إشارات وإيضاحات تثير المشاعر الشريفة".
واستطرد:"حجج الهراطقة في رفض الأيقونات:
- الله حرَّم في وصاياه (العهد القديم) رسماً له لأنه لم يُرَ ولا يُرى.
- إن إكرام الأيقونات لا يجوز لأنه حينئذٍ يعبد الناس المادة.
إيمان الكنيسة في تكريمها للأيقونات:
- إننا نعبد المسيح ونكرّم القدّيسين وعلى رأسهم والدة الإله وبالتالي نحن لا نكرّم المادة (الخشب – ومواد الرسم) بل الكائن المرسوم فيها، أيّ ما تمثّله.
- الله الذي لا يدرك وغير المحدود لا يمكن رسمه. أما الآن وقد ظهر الله (الابن) بالجسد وعاش بين البشر، فنحن نرسم الله الذي تراه العين. ونحن لا نعبد المادة بل خالق المادة الذي استحال مادة لأجلنا.
- من حيث أنه ولد من الآب غير القابل للوصف، فلا يمكن أن يكون للمسيح صور، أما من حيث انه ولد من أم عذراء، قابلة للوصف، فله صور تطابق صورة أمه قابلة الوصف.
وعن اشهر الحان ذلك اليوم فقال انه طروباريّة الآباء الذي يقال (باللّحن الثامن)، وكلماته: "أنتَ أيُّها المسيحُ إلهُنا الفائِقُ التَّسبيح، يا مَنْ أَسَّسَ آباءَنا القدِّيسينَ على الأرضِ كواكِبَ لامِعَة، وبهم هَدانا جميعًا إلى الإيمانِ الحقيقيّ، أيّها الجزيلُ الرَّحمةِ المجدُ لك".