مصر وتونس.. علاقات تاريخية وتحديات مشتركة وآفاق للتعاون
ترتبط مصر وتونس بعلاقات وروابط متينة سواء على صعيد العمل العربي المشترك أو العلاقات الثنائية بين البلدين، وشهدت العلاقات حالة توتر بعد وصول حركة النهضة الإخوانية إلى حكم تونس لنحو 10 سنوات قبل أن يطيح الرئيس التونسي قيس سعيد بالحركة ويجمد عمل البرلمان في قرارات استثنائية صدرت من قصر قرطاج بعد احتجاجات شعبية شهدتها العاصمة تونس في 25 يوليو الماضي.
وكانت مصر من أول المشددين على ضرورة عدم التدخل في الشأن التونسي واحترام إرادة التونسيين، وكذلك تأكيد مواصلة التعاون مع السلطات التونسية للوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
وهنأ رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي نظيرته التونسية نجلاء بودن بتشكيل الحكومة الجديدة، كما أعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن ترحيبها بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة ومواصلة دعم ترسيخ ركائز الاستقرار في تونس الشقيقة.
وقال عضو المجلس الوطني لحركة الشعب التونسية محمد شبشوب، إن مصر كانت في مقدمة الدول التي أبدت دعمها وترحيبها بالحكومة الجديدة في تونس، كما ثمنت الجهود الوطنية المخلصة التي تقوم بها تونس من أجل الاستجابة لتطلعات شعبها نحو النماء والازدهار.
دعم مصري
وأضاف «شبشوب» لـ«الدستور»، أن مصر تدعم جهود القيادة التونسية في مساعيها نحو تحقيق التنمية والتقدم، بما يضمن مقدرات شعبها ويحفظ المؤسسات الوطنية لتونس. وتشدد على ثقتها في قدرة الحكومة التونسية الجديدة على مواجهة كل التحديات المختلفة، في إطار التكاتف الشعبي وتحت قيادة الرئيس قيس سعيد.
وأكد أن العلاقات الرسمية بين مصر وتونس تتسم بالقوة، وهناك حالة تطابق في وجهات النظر في مختلف القضايا الإقليمية والدولية والتنسيق في المحافل الدولية. ويعد التواصل بين مصر وتونس ذا جذور تاريخية، فالخطر مشترك والتحديات مشتركة والمستقبل مشترك، وهو ما يفتح أبوابًا جديدة وفعالة لتقوية وتنمية هذه العلاقة.
وتوقع شبشوب أن يشهد البلدان فترة أكثر انفتاحًا على توسيع مجالات التعاون المشترك وتخطي كل التحديات، خصوصًا أن مصر لن تبخل على تونس في ذلك باعتبار الأزمة الاقتصادية الحرجة التي تمر بها.
وقال إن مصر انتصرت على حركة الإخوان الإرهابية عام 2013، وهو ما أثار حفيظة حركة النهضة وتسبب في فتور العلاقات بين البلدين خلال السنوات الماضية، حتى استطاع الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو إنهاء وجود النهضة على رأس السلطة والقضاء عليها سياسيًا، وهو ما يفتح الباب أمام علاقات أكثر متانة بين البلدين الشقيقين.