بعد بتر ساقيها.. ياسمين علاء: أتمنى مقابلة الرئيس بمنتدى الشباب 2021
"كنت كل يوم بصحى قبل ميعاد كليتي بساعتين عشان أروح ألحق محاضراتي، وفي يوم وأنا بجري اتزحلقت ووقعت تحت القطر، وفجأة محستش بأي حاجة حواليا".. بتلك الكلمات بدأت ياسمين علاء 22 عاما حديثها لـ"الدستور" حول معاناتها التي انتهت بفقد ساقيها، لتبدأ ياسمين حياة جديدة استطاعت تحويلها من اليأس إلى الشجاعة والأمل من أجل مستقبل أفضل.
ياسمين علاء، من مدينة الصالحية الجديدة، محافظة الشرقية، وهي أكبر أشقائها الأربعة، في يوم الـ13 من شهر أكتوبر لعام 2019، خرجت من منزلها لتستقل القطار كعادتها كل يوم للذهاب إلى كلية التجارة إنجليزي جامعة الزقازيق، لتقع تحت عجلات القطار وتفق ساقيها.
أمضت الفتاة العشرينية ياسمين علاء، 4 أشهر تتلقى العلاج، بين مستشفى الإسماعيلية ومستشفى الزقازيق، أملًا في أن تظل على قيد الحياة بعد الحادث الأليم، ورغم كل ما مرت به إلا أنها لم تستسلم.
تقول: "الموضوع كان صعب عليا جدًا، لأن الفترة اللي قعدتها في المستشفي مش صغيرة بس الحمد لله كنت راضية وربنا كان رحيم بيا جدًا، وانا اتخطيت كل دا بدعم من بابا وماما وأخواتي، من ناحية بنت عندها عشرين سنة كانت برجليها وفي لحظة بقيت من غيرها، شكل مش متعودة عليه، تغيير من ناحية حاجات كتير".
وبتشجيع من رئيس الجامعة الذي اهتم بحالتها الصحية بعد الحادث، ووفر لها العلاج اللازم، وبدعم وتشجيع من عميد الكلية، وحثه المعيدين أن يشرحوا لها في المستشفى ما فاتها من محاضرات، أكملت ياسمين دراستها ودخلت امتحانات التيرم وهي ما زالت في المستشفى، ونجحت لتتخرج من الجامعة هذا العام.
في عامها الأخير في الجامعة، اشترت السيارة التي توفرها الدولة للأشخاص الذين فقدوا أطرافهم، وتعلمت السواقة في وقت قياسي، موضحًة: "سيارة ذوي الإعاقة بتوفرها الدولة لمساعدة المعاق لقضاء مشاويره ومساعدته في سفر، بتكون مجهزه طبيا للمعاق عشان يقدر يتحكم هو فيها ويقدر يسوقها بنفسه".
تطمح ياسمين في العمل في مجال البنوك، وإلى أن تستطيع أن تحقق هذا الحلم، بدأت عملها الحر في تدريس أطفال مدينتها اللغة الإنجليزية، متابعًة: "الموضوع بدأ بأن واحدة جارتنا، طلبت مني أذاكر ليهم، حبيت الموضوع من باب التسلية لأني قاعدة مش بعمل حاجة، كنت بجيبهم كل يوم عشان أنا بحب الأطفال وحابة أعمل دا حبيت الموضوع أكتر لما لقيتهم بيستجيبوا معايا، وبيتحسنوا وحبوا الإنجليزي معايا".
وتمنت الفتاة العشرينية مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي اعتبرته مثلًا لها في الطموح والجد والاجتهاد قائلًة: "أنا بحبه جدا بصراحة، بشوش جدا، ربنا يبارك فيه ويعينه ويقويه على تطوير هذه الدولة، ونفسي جدًا أكون في منتدى الشباب المقبل، وأقابله ده حلم حياتي".
واختتمت حديثها: "اللي بيواجه مشكلة مرض أو فقدان عزيز أو بلاء أيا كان، يواجهه بكل رضا لأن ربنا جميل جدًا جدا فوق ما نتخيل ورحيم جدا ومبيعملش حاجة وحشة لانه بيحبنا ربنا يستاهل مننا الرضا والصبر الدنيا دار بلاء والآخرة دار جزاء".