المارونية تحتفل بعيد مار أشعيا المعترف
تحتفل الكنيسة المارونية في مصر، برئاسة المُطران الانبا جورج شيحان، اليوم، بحلول الخميس من الأسبوع الرابع بعد عيد الصليب، وتذكار مار أشعيا الراهب والمعترف.
وتقول الكنيسة عنه: "مار أشعيا الراهب والمعترف ولد أشعيا في مدينة حلب. كان أبوه سوماخوس والياً عل حلب من قبل الملك قسطنطين الكبير. شبَّ آشعيا على حب الفضائل ولا سيما العفة. فنذر بتوليته لله، على غير علم من والديه. بعد زواجه اتفق مع خطيبته على حفظ العفة. فذهبت الى دير الراهبات. وانضوى هو تحت لواء القديس اوجين، يسير معه في طريق الكمال الانجيلي والتبشير. وكان أبوه سوماخوس قد جدَّ في طلبه فوجده بالهام الله في دير القديس اوجين، ففرح وتعزَّى به جيداً. ثم عاد آشعيا الى نواحي حلب وبنى قلَّية عاكفاً فيها على الصلاة والتقشف. فذاع صيتُ قداسته وعجائبه، فأتاه الكثيرون يتتلمذون له، فأقام لهم قلالي حول منسِكه، ووضع لهم قوانين. ويعد ان عاش في الرهبانية اثنين وسبعين سنة، رقد بالرب في اواخر القرن الرابع واليه تنسب الرهبانية الانطونية، وقد شيّدت على اسمه ديرها الامّ، على احدى أجمل قمم لبنان- جهة المتنز".
تكتفي الكنيسة المارونية في مصر، خلال احتفالات اليوم بالقداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله رؤيا القدّيس يوحنّا، وانجيل القدّيس لوقا.
بينما تُقتبس العظة الاحتفالية من مقدّمة القواعد الرّهبانيّة الكبرى للقدّيس باسيليوس الذي عاش في الفترة (نحو 330 - 379)، وهو راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، لتحمل شعار:"الرّب يدعونا للتوبة دون كلل".
وتقول: "حتّى متّى سنؤجّل طاعتنا للرّب يسوع المسيح الذي يدعونا إلى دخول ملكوته السماوي؟ ألن نقوم بتطهير أنفسنا؟ ألن نقبل بالتخلّي عن طريقة عيشنا المعتادة حتى نتبع الإنجيل بأمانة؟ ... نحن ندّعي أننا نرغب ملكوت الله ولكننا نادرًا ما نُشغل نفسنا بسُبل الحصول عليه.
وتضيف:"والأدهى من ذلك أننا نعتقد أنفسنا جديرين بالحصول على المكافآت عينها الممنوحة لأولئك الذين قاوموا الخطيئة حتى الموت وذلك بسبب غرور نفسنا، وحتى دون أيّ جهدٍ من قِبلنا لاحترام وصايا الرَّب. لكن من هو الذي يجلس أو يرتاح، في أوان البذار، ثم يقوم فيما بعد، خلال الحصاد، بجمع الحِزم حفناتٍ حفنات؟ ومن هو الذي يقوم بالقطاف ولم يغرس الكرمة أو يزرعها؟ إن الثمار هي لمن تعبوا؛ وإن المكافآت والأكاليل هي لمن غلِبوا. فهل من رياضّي توِّجَ لو لم يتعرّى حتى ليُصارع منافسه؟ ومع ذلك يجب عليه ليس فقط أن يغلُب بل أيضًا أن "يُصارع بحسب القوانين" كما يقول بولس الرسول أي بحسب الوصايا التي أُعطيت لنا.
وتختتم: "إن الله صالح ولكنّه أيضًا عادل... "اَلرَّبُّ يُحِبُّ الصَلاحَ وَٱلعَدالَة وَٱلأَرضُ ٱمتَلَأَت مِن رَحمَتِهِ" لذلك "بِٱلإِنصافِ أَتَغَنّى... وَلَكَ أُنشِدُ، أَيُّها الرّب". أنظر البصيرة التي يستخدمها الربّ في رحمته. وهو ليس رحيمًا دون اختبار، ولا يحكم دون شفقة لأن الربّ "رَؤوفٌ رَحيمٌ بارّ". لذا دعونا لا ننظر إلى صورة مقتطعة للربّ إذ لا يجوز أن نستخدم محبته للإنسان عُذرًا للتقصير.