روائي أردني: يجب على المثقفين دعم زليخة أبوريشة
أكد يحيى القيسي، روائي وباحث أردني يعيش في بريطانيا، أن زليخة أبو ريشة تعاني مثل غيرها من المثقفين التنويريين الذي يطرحون أفكارهم على الملأ حول بعض المسائل التي تمس الحياة اليومية أو الممارسات الدينية، وفي كل مرّة يتنطع لها الكثيرون من أدعياء حراس الدين، وممثلي الله على الأرض، وتبدأ جوقة التكفير في بث خطاب الكراهية مما يعرضها وغيرها من المتأملين المتدبرين إلى الخطر على الحياة.
ولفت القيسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلي أن الكاتب ناهض حتّر دفع حياته ثمنًا لمثل هذه الدعاوى والتحشيد الشعبي الذي تتجاهل الدولة الوقوف ضده غالبًا، كما تمت محاكمة عدد من الشعراء من قبل بسبب من مثل هذه التهم الفضفاضة التي توضع في قالب "إهانة الشعور الديني أو إثارة النعرات".
وأوضح القيسي أن المطلوب اليوم أن يقف جميع الكتاب والإعلاميين مع زليخة في محنتها لأن محاكمتها أو تعريض حياتها للتهديد هو محاكمة لكل فكر يأخذ طريق التأمل والتدبر والعقل، فلا يوجد من يمثل الله على الأرض، ولا يحق لأحد محاكمة فكر أحد، بل إن القرآن الكريم دعى الناس إلى الإيمان عن قناعة وتأمل وتفكر، وليس عن نفاق وبالتالي فالأولى أن يطرح الإنسان ما لديه من أفكار ويتم الرد على مثل هذه الأفكار بأفكار أخرى لا بالتهديد بالقتل أو بالتكفير.
وتتعرض الشاعرة والكاتبة الأردنية زليخة أبو رئيسة، للمحاكمة خلال الأسبوع الجارى، بسبب بلاغات ضدها من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بتهم تتعلق بتجاوز الخط الأحمر للتعبير- كما يدعون-.
وأثارت أبو ريشة الكثير من التعاطف بعد أن كتبت على حسابها الرسمي بموقع التواصل فيسبوك قائلة إن لديها ثلاث جلسات في المحكمة، لثلاث قضايا اثنتان في يوم واحد خلال الأسبوع الجاري.
وأوضحت أبو ريشة أنه نظرًا لصعوبة حركتها وتنقلها، ستحجز مكانًا على الرصيف أمام المحكمة لتمكث فيه، مع طاقم إسعاف للطوارئ، مع حرس الأمن الوقائي.
وقالت: "فالله وحده هو الذي يعلم ما الذي يمكن أن يحدث لامرأة في التاسعة والسبعين، عندها جميع أمراض الشيخوخة (القلب، وضغط الدم، والسكّري، والعيون، والمفاصل، والعظام)!"